كتب: سحر عزازي -
03:31 ص | الثلاثاء 02 فبراير 2021
تحول جهاز ابنتها لرماد قبل خطبتها بأيام وتحطمت شبكتها قبل أن ترتديها، وتبدلت فرحتهم لحزن وحسرة بعد 23 يوما فقط من انتقالهم لتلك الشقة التي ظلت سماح محمد تحلم بها على مدار 15، حتى نشب حريق الدائري المروع الذي اندلع في الطوابق الأولى لإحدى العقارات على الطريق الدائري بحي الهرم، ما أدى إلى تفحم الشقة بكامل محتوياتها.
تحول حلمها لكابوس، وصدمة جعلتها تمتنع عن الأكل منذ يوم السبت الماضي وحتى الآن، تلتقط أنفاسها بصعوبة شديدة التي تتخللها الدموع: «ادمرت كل حاجة راحت شبكة بنتي وجهازها كله اللي كان معدي 100 ألف».
كانت تستعد لخطبة ابنتها الجمعة المقبل، مؤكدة أن زوجها توفي قبل 6 سنوات وعاشت معه 15 عاما بالإيجار وقررت أن تربط على نفسها حتى تتمكن من شراء شقة لأبنائها الثلاثة: «والله ماكنت بشتري هدوم لنفسي لدرجة إني كنت بلبس من هدوم بناتي وعايشة على قدي وبتشتغل موظفة ودخلت في جمعيات كتير عشان أصرف على ولادي وأجهز بنتي».
فجأة انطفأت فرحتهم وحل مكانها الحزن والحسرة التي ترجمت لدموع تفيض دون توقف وكأنها سيل من المطر: «كل يوم بصحى أروح أقعد قدام العمارة أتحسر على حالي وأرجع عند أخويا»، لافتة إلى أن قلبها انحرق مع الشقة التي ذهبت بكل ما فيها أمام عينيها: «كل ما كنت أعمل جمعية أقبضها وأجيب لبنتي قدام الناس عشان محسسهمش بحاجة، كنت أب وأم علمتهم وربتهم بنتين وولد وحرمت نفسي كتير عشان نجيب الشقة دي».
تفحمت شقتها قبل أن تسدد ديونها التي تتخلص في 100 ألف جنيه تشطيب بجانب 200 ألف جنيه أقساط، مؤكدة أن العمارة لم تكن مخالفة كما أذيع لأن المالك دفع 25% من قيمة جدية المصالحة والذي يساوي 550 ألف جنيه: «دفع والمحامي بعت لنا صورة من الورق وعايزين تعويض».