أمام إحدى محلات منطقة مدينة السلام الشعبية في القاهرة، باتت الصرخات تدوي بالمكان، صوت البكاء يرتفع، والمفاجأة إن مصدر الصوت طفل صغير يرتجف من البرد، يلتفت يمينا ويسارا متسائلاً عن والدته، بينما الجوع والعطش يتملك منه.

صورة لطفل صغير لا يتعدى الـ 4 سنوات، جرى تداولها بشكل موسع على صفحات المفقودين على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليق: «الولد ده أمه رمته في الشارع اي حد يعرفه يتواصل بينا».

صعب عليا وقلت اربيه مع ابني

كواليس الصورة كشفها «ميلاد» 29 عاما، سائق توكتوك، والذي عثر على الطفل أمام إحدى المحلات بجوار منزله وهو يبكي من الجوع والبرد: «كان ميت من الجوع وعاوز ياكل والبرد مموته ولابس هدوم خفيفية وعمال يقوال ماما جاية هما سابوني هنا».

وأضاف سائق التوكتوك، لـ«هن»، قائلا: «خدته البيت عندي وقلت أربيه مع ابني هما في سن بعض، واكلناه وغيرناله لكن مراتي خافت منه وخلفت يكون وراه مشكلة فنزلت صورته على النت عشان نلاقي أهله».

إحدى أقاربه وراء الأمر

وتابع «ميلاد»: «سمعت لنصيحة مراتي وبلغت الشرطة اللي جت على طول في نفس التوقيت اللي رجعت فيه الست اللي رمته على باب المحل».

حاولت السيدة أن تتنصل من مسؤوليتها لتفلت من العقاب: «ادعت أنها أمه لكن الطفل أنكر فالشرطة خدتهم هما الاتنين وكان دوري خلص هنا».

«اكتشفنا أن الست دي بنت خالة أمه وبتاخده منها على أساس تفسحه بس طلعت بتشحت بيه، والمرة دي سألته في الشارع عشان ترجعله لكن كان الأمن جيه ووالدة الطفل عرفت الحقيقة»، بحسب ميلاد.