رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

5 شهور في مستشفيات العزل.. رضا: اتحرمت من أهلى واتأثرت بوفاة الشباب

كتب: سحر عزازى -

09:23 م | الأحد 03 يناير 2021

الممرضة رضا

«من 7 مارس وحتى 22 يوليو 2020».. لم تخرج رضا توني من مستشفى إسنا الذي تحول وقتها لعزل.

تشرف على 120 ممرضة، تتابع وتهون وتدعم وتجهز غرف المرضى دون شكوى، أيام ثقال مروا عليها وهي داخل غرف العزل الصحي، تودع مرضى وتستقبل آخرين، تتفاعل مع أوجاعهم وتبكي على فراقهم.

مواقف لا تزال عالقة في ذهنها، تراودها في كل ساعة تسمع فيها إعلان إصابة جديدة، تتذكر الأسرة التي تم حجزها بكامل أفرادها داخل المستشفى وكل منهم في غرفة بعيدة عن أعين الباقي: «لما فرد منهم كان بيتوفى مكناش بنقدر نقول».

وأبًا تم حجزه هو وابنه الذي فارق الحياة وترك ابيه يسأل عنه كلما استطاع: «هما الاتنين كانوا محجوزين في الرعاية والابن توفى وكل شوية ابوه يسألني عن ابنه  مواقف كانت صعبة كنت بنهار من العياط عليهم».

انفطر قلب «رضا» على سيدة أدت في حالة حرجة وهي في حملها الأول، وتوفت قبل أن ترى طفليها التوأم بعد عام من زواجها: «دي كنت هموت عليها وشكل جوزها كان يبكي فضلت حاضنة ولادها كتير وبراعيهم في الحضانة لمدة شهر».

عادت مرة أخرى لتجهيز مستشفيات العزل لكن الصورة الأولى التي شاهدتها من حالات لم تغيب عنها، تتذكر الشهور التي لم ترى فيها والدتها والأيام التي عاشتها أمام غرف المرضى والدموع التي جفت ولكن لا يزال آثارها باقي، خاصة حين تستعيد تلك الأيام: «فيه ست مقدرش أنساها كانت محجوزة هي وجوزها الراجل توفى وكل شوية تسأل عليه محدش فينا قدر يقولها واتصلنا بأهلها يجوا يخدوها بعد ما اتحسنت عشان متتصدمش بخبر موته».

وتقول رضا لـ«هن»، إنه كان هناك دكتور صيدلي، محجوز في غرفة العناية المركزة لم يتم عامه الأربعين، وكانت حالته متدهورة طلب منها ورقة لكتابة كلمة «النهاية» ومات بعدها بـ48 ساعة قبل أن يودع أسرته، وشاب آخر في منتصف العمر فارق الحياة أمام والديه: «أتأثرت بوفاته جدا لأنه كان لسه متجوز جديد مفرحش وكان فيه حج فقد ولاده الاتنين شباب بسبب كورونا وهو كان محجوز تعبان جبناله دكتور نفسي عشان حالته كانت صعبة ده غير الأطفال كنا بنحاول نهون عليهم بالهدايا واللعب».