أكد الدكتور نبيل قط، إستشاري الطب النفسي أنه ليس من الجيد كبح مشاعر الحزن والضغط داخل الإنسان، وليس من الجيد أيضا التعبير عنها طوال الوقت قائلا: «هناك تعبير يتم استخدامه من أكثر من 20 سنة، وهو أكثر صحية على نفسية الإنسان، ويسمى إدارة المشاعر، وليس السيطرة على المشاعر وليس إطلاقها، وأحيانا يسمون ذلك تنظيم المشاعر، وهو ما يستخدم الآن ويتم التدريب الناس عليه، سواء كانوا أطفال أو مراهقين أو كبار، ويعلمونهم كيفية إدارة المشاعر»، وذلك لأن كبت المشاعر أمر مؤذي، وكذلك إطلاقها مؤذي، فالطريقيتن خطيريتين جدا على الحياة النفسية للإنسان، مصرحا: «مينفشي لما جوزك أو أبوكي يسألك مالك، متجاوبيشي، كبت المشاعر غلط على الحياة النفسية».

بعض الأسر بتربي ولادها على كبت مشاعرهم وهذا خطأ كبير

وأضاف «القط»، خلال لقائه بحلقة اليوم الأثنين، من برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، من تقديم الإعلاميات سهير جودة ومفيدة شيحة ومنى عبدالغني، والمذاع على فضائية «cbc»، أن كبت المشاعر أحيانا يكون نتيجة الخوف أو حتى الخجل من التعبير عنها، وأحيانا أخرى يكون نابع من التربية والتدريب من الصغر على كبت المشاعر، لافتا «بعض الأسر بتحرص على تربية أطفالها بالشكل ده، بحيث أنه عيب أن يقول لاء، عيب أنه يشتكي، عيب أنه يعبر عن نفسه».

إنكار المشاعر غلط

وتابع استشاري الطب النفسي: «كبت المشاعر غلط، الإنكار غلط، بمعنى مينفعشي البنت لما تتسأل مالها من أبوها أو جوزها، تقوله لاء مفيش حاجة، وهي خايفة أصلا، وده بنسميه أنكار للمشاعر وغلط جدا»، منبها بأن هناك أيضا ما نسميه بـ «التحويل» «بمعنى مديري مزعلني في الشغل، أروح أطلع ده على عيالي وجوزي»، بالإضافة إلى العدوان السلبي، «يعني مديري بيتخانق معايا، فبدل ما أقوله أنا زعلان منك أروح أقوم الناس عليه، أو أعمل اخطاء من غير ما ياخد باله، أو أعمله كمين»، مؤكد ان خطورة هذا العداون السلبي، تكمن في جعله الإنسان يشعر بالذنب طوال الوقت، ويشوه صورة الإنسان أمام نفسه.

في ناس بتعور نفسها

موضحا هناك أيضا العدوان على الذات، حيث يقوم الإنسان خلاله بضرب وأذية نفسه، بسبب كم مشاعر الحزن والضيق التي سيطرت عليه، مستطردا: «في ناس بتعور نفسها، وفي ناس بتلطم، ويروح يجيب موس أو سكين ويعور نفسه، من كتر ما هو غضبان تجاه نفسه، بيعاقبها بالشكل ده»، مشير إلى ان هذه كل الطرق غير صحية للتعبير عن المشاعر.