كتب: يسرا محمود -
05:02 ص | الأحد 20 ديسمبر 2020
«ضبط القديمة بدل ما تصرف على الجديدة».. تلك هى الدعاية التي اعتمد عليها طبيب شهير لمركز جراحات التجميل، يتضمن مطالبة الرجال بدفع نقود لتعديل هيئة زوجاتهن، بدلا من البحث عن زوجة جديدة، ما تسبب في غضب العديد من الناشطات النسويات وراد مواقع التواصل الاجتماعي، اللاتي رفضن الترويج لإجراء عمليات التجميل بتلك الطريقة، التي وصفوها بـ«المهينة للمرأة».
«إهانة بالغة للمرأة، إحنا بنعيش الانهيار المجتمعي والثقافي، خصوصا لما يطلع الكلام ده كم دكتور مثقف ومتعلم».. ذلك هو تعليق هبة باشا، كاتبة صحفية، وعضوة اللجنة الإعلامية بالمجلس القومي للمرأة على الإعلان، مشددة على أهمية الارتقاء بلغة الخطاب المستخدمة في الإعلان والتسويق، وعدم التعامل مع المرأة على أنها سلعة.
وأضافت «باشا» لـ«الوطن»، إن المجلس القومي للمرأة دشن كودا لضبط الحديث الإعلامي عن المرأة، لمنعها استغلالها، ورفض الأفكار التي تحرض على العنف وتخويف المرأة: «بيخلى الست مرعوبة، وإنها ممكن تتطلق أو جوزها يشوف واحدة تانية لو مبقتش حلوة»، مؤكدة أن الاهتمام بالمظهر والجمال لا بد أن يكون نابعا من رغبتها الشخصية.
وترى فاطمة عمارة، الروائية والناشطة النسوية، أنه يجب على الطبيب تقديم اعتذار رسمي عن الإعلان، مردفة: «أتعامل مع الست كأنها عربية محتاجة تتضبط، اللي بيحصل ده ضد المعايير الأخلاقية»، مشيرة إلى أن ذلك الإعلان يدل على أننا نعيش بمجتمع ذكوري، ونتراجع بشدة في المستوى الفكري، «مينفعش الست تبقى حاجة ممكن أعدلها علشان إمكانياتي».
«بطالب بتقديم شكوى ضد الدكتور في النقابة».. بتلك الكلمات علقت مها أبو بكر، المحامية والناشطة النسوية، على دعاية طبيب التجميل، قائلة لـ«الوطن»، إنها تتمنى محاسبته قانونيا على إهانته للمرأة، والتعامل معها على أنها مفعول به ومادة استهلاكية يسهل تبديلها.
وناشدت الجهات المعنية بتقديم خطة مجتمعية متكاملة لتغيير الصورة الذهنية الخاطئة على المرأة، والتعامل معها ككيان مستقل في المجتمع.