استغاثت سيدة تدعى نهى مصطفى، ربة منزل، بسبب صرخات طفل صغير تصدر من شقة سكان جدد، بعدما تأكدت من أن أبوين يعذبان طفلهما يومياً، وهو ما دفعها إلى تقديم شكوى فى خط نجدة الطفل 16000، وبلاغ في قسم شرطة الهرم، لإنقاذ الطفل من بين يدى أبويه اللذين لا يعرفان الرحمة بحسب قولها.

تحكي "نهى" أنها اكتشفت أن الطفل "مصطفى" عمره 7 سنوات ووالديه يقومان بكهربته في مناطق حساسة وتعليقه في سقف المروحة، وهو ما دفعها إلى تقديم بلاغين وتنتظر بدء التحقيق فيهما، معلنة أنها على استعداد للذهاب والشهادة أمام أى جهة تحقيق بما سمعته وشاهدته.

خبيرة نفسية: مريضان بالذهان العقلي.. ويعتقدان أن طفلهما ليس من حقه العيش

وتعليقًا على هذه الجريمة، قالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، إن هناك أكثر من تحليل للحالة النفسية للأب والأم المتهمين، بتعذيب ابنهما، حيث إنهما يعانيان من اضطرابات سلوكية جعلتهما يفكران في الانتقام من طفلهما بسببها.

وأضافت "حماد" لـ"الوطن"، أن تعذيب الأمهات لأطفالهن من الحالات غير الشائعة بكثرة مؤخرًا، عكس الآباء الذين يمتلكون القدرة على فعل هذه الجريمة بحق الصغار، وغالبًا ما يكون الدافع انتقاميا، لذلك أكدت ضرورة تحليل البيئة التي تربى فيها الأب وعلاقته بأسرته منذ الصغر. 

وأشارت الخبيرة النفسية، إلى أنه من التحليلات الواردة بأنهما قد يكونان متعاطيين للمخدرات، وهو ما أصابهما بالهلاوس التي جعلتهما يعتقدان بأن طفلهما "شيطان" ولا بد من تعذيبه بل وأحيانا التخلص منه، وهو ما ستحدده التحريات الأولية، إذا أثبتت أن لديه شيئا من الخلل العقلي.

وتابعت "حماد" أنه من الممكن أن يكونا مصابين بمرض الذهان، وهو أشبه بمرض انفصام الشخصية الذي جعلهما يعتقدان بأن طفلهما لا يجب أن يحيى مثل الناس، وأن تعذيبه هو الأنسب لتربيته، مؤكدة أن الاكتئاب ليس تحليلا سليما للحالة، لأن المكتئب يفكر في التخلص من حياته وليس تعذيب الآخرين وخاصة إذا كانوا أبناؤه.