فتح الدكتور خالد منتصر المفكر السياسي، ملف تعدد الزوجات، وطرح عدة أسئلة منها "تعدد الزوجات متعة دنيوية أم رخصة دينية؟، هل هو جشع ذكوري أم عدل فقهي؟ ولماذا يتذكر الرجال المثنى والثلاث والرباع ولا يتذكرون العدل بالاتباع؟".

وأضاف "منتصر"، أن تارة يبرر الرجال تعدد الزوجات باحتياجات الفحولة وتارة أخرى بأن نسبة الرجال أكثر في المجتمع، والمدهش أن تشجيع التعدد والتحريض عليه امتد إلى المرأة نفسها التي هي أول الضحايا فصارت بعضهن يدافعن بحماس عن فائدة الضرة التي لم تعد ضررا بل باتت ضرورة.

وعرض الإعلامي تقريرا في موضوع حلقة من برنامج "يتفكرون" المذاع على فضائية "الغد" والذي كان نصه كالآتي: "لا شك قضية تعدد الزوجات من أكثر القضايا الفقهية إشكالية في عصرنا، وشهدت انقساما حولها ليس بين الفقهاء والحقوقيين فحسب بل داخل المؤسسات الفقهية نفسها، بين من يروج لها ويعتبرها من يراها مستحبة وبين من يراها مباحة لكن تشكل استثناء وبين من وجد أنها ما عادت تواكب العصر ويجب أن تعطل وهؤلاء لا يمثلون التيار الغالب، بعض الفقهاء لجأوا إلى أن الإسلام قيد التعدد ووضع شروط في مقدمتها العدل، وإن استطرد النص ليؤكد استحالة حدوثه وأن التعدد يبقى في نطاق حالات بعينها تستوجب زواج الرجل من آخري حفاظا على الأسرة من التفكك. في المقابل ينظر التيار الحدثي باعتباره أخر جيوب ثقافة اجتماعية بائدة تجاوزتها الحضارة الإنسانية وأنه يمثل حضارة إنسانية انتهت بكل ما يمثلها لما له من أضرار اجتماعية ونفسية تنسحب على المرأة وتمثل امتهانا واحتقارا لها وتكريس لفكرة الذكر المهيمن وما بين مؤسسة دينية ترفض منع التعدد وتسعى نحو تقنينه في أفضل الأحوال وفريق حقوقي يرى ضرورة تجريمه باعتباره تهديدا للأسرة والمجتمع يظل الجدل وتبقى الحقيقة تتلمس طريقها نحو العقول.