رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إيمان" بُتر جزء من جسدها باسم الختان: دمروا حياتي الزوجية وسببولي عقدة

كتب: هدى رشوان -

12:04 م | الأربعاء 25 نوفمبر 2020

صورة أرشيفية

عُقدة لازمت "إيمان"، بسبب عملية الختان التي حضعت لها في صغرها، جعلت شهر العسل الخاص بها مليئا بالكآبة والنكد، إذ تشعر في كل مرة تمارس فيها العلاقة الحميمة مع زوجها، بعدم قدرتها على الاستمتاع بالعلاقة، ورغم أن لديها طفلين ومتزوجة منذ 6 سنوات، فإنها لا تعرف معنى المتعة الجنسية.

تتذكر تفاصيل تلك الواقعة القاسية التي لحقت بها، حين كانت في طريقها إلى الصعيد لقضاء عطلتها الصيفية، إذ كانت تنتظر تلك اللحظة كل عام لتسافر إلى أحضان جدتها ترتوي بحنانها وحكاياتها الدافئة، تجهز حقيبتها وكأنها على موعد مع تحقيق أحلامها، لكن في تلك الإجازة تحول الحلم الجميل لكابوس حُفر في وجدان الطفلة الصغير التي لم تكمل عامها الثاني عشر، حين سمعت حديث خافت دار بين والدتها وجدتها، التي سألت ابنتها عن حفيدتها، قائلة: "طاهرتي بنتك؟"، لترد الأم: "لسه بدري على الموضوع ده".

عبارة خرجت من الجدة بنبرة مُلحة لم تفهمها الصغيرة، لكنها أدركت أن من ورائها شيء سيئ سيحدث لها، خاصة بعد تكرار حديث الجدة: "البت كبرت ولازم تطاهر"، لم تكن تعرف الفتاة الصغيرة ما معنى كلمة الطهارة أو الختان، لم تمر على أذنيها في مدرستها داخل العاصمة، أو بين زملائها في المحروسة.

ضغطت الجدة على الأم بكل ما أوتيت من قوة، لتطبيق ما تربت عليه دون التفكير في مدى خطورته على حفيدتها، إذ قالت دون تردد كي تنفذ رغبتها: "سأتحمل تكاليف الحكاية.. وسأدبر كافة اللوازم"، تتذكر إيمان تلك اللحظة كأنها حدثت في التو، موضحة: "بعدها عادت أمى لأبى الذى قال لها: اعملوا لها اللى فيه المصلحة".

غصة لازمت قلب الصغيرة بعد أن وجدت كل من حولها يدبر لهذا اليوم في الصباح التالي، اقتربت منها والدتها وهي جالسة في شرفة منزل الجديدة لتخبرها: "إيمان.. تعلمين أنها ستكون الليلة؟"، لم تكن الفتاة تعلم ما الذى عنته أمها بالضبط، وإن أدركت لاحقا أن عملية ما سُتجرى لها تلك الليلة، بتر جزء من أعضائها التناسلية.

وعن تفاصيل تلك الليلة، توضح الصغيرة: "دخلت غرفة الجلوس لأجد العديد من النسوة هناك، وأدركت فى وقت لاحق فقط أنهن جئن بغرض الإمساك بى وتثبيتى، إذ يحضر عادة الكثير من النساء لتثبيت الفتاة فى مثل تلك الحالة"، واستكملت: "لا أتذكر الصراخ، بل أتذكر حجم الألم المثير للشفقة الذى شعرت به".

لا تنسى "إيمان" الدم الذى سال فى كل مكان، وحركة إحدى الخادمات التي رأتها تلتقطت قطعة اللحم التى اقتطعوها للتو من جسدها: "أتذكرها لأنها كانت تمسح الدم الذى كان فى كل مكان، نزفت كمية كبيرة من الدم وأغمى علىَّ من النزيف، وصرخت أمى بصوت عالٍ: البت ماتت. لكن النساء قالوا لها: البنت لسه فيها الروح".

أعطتها (الداية) حقنة أوقفت النزيف بسرعة، لكن الألم لم يغب عنها، الذكرى الأليمة طُبعت فى عقل "إيمان"، وكونت لديها عقدة تسببت فى أن تكون ليلة دخلتها وشهر العسل كآبة ونكدًا وخوفًا وألمًا.