كأنه يوم زفافها، تأهبت لاستعدادت خاصة أقامتها الأم الثلاثينية، أعدت ما أحبته من حلويات، ودعت معارفها وإخوتها الخمسة، تعلو أصواتهم العطرة بالأناشيد الدينية، فهي مراسم حفل غير مألوف، اتخذ الطابع الروحاني، بارتداء "سدرة" ابنة الـ14 عامًا للحجاب. 

داخل منزل السيدة السورية رنا حلواني، تزينت الجدران وامتئلت المائدة بأصناف مختلفة من الأطعمة والحلويات الشامية، وعلى نغمات الأناشيد الدينية، وقفت "سدرة" بين أيدي جدتها، ألبستها الحجاب الأبيض، هكذا تمنت طالبة إعدادي: "سدرة كانت بتحلم باليوم الذي ترتدي فيه الحجاب.. ومقتنعة بارتدائه وكانت فخورة بيه".

ارتداء الحجاب أمرًا لم يرتبط بالطقوس الخاصة أو الحفلات الدينية، لكن بالنسبة لوالدة سدرا، جاء الأمر مختلف، مستشهدة بالآية القرآنية: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب": "حبينا نعمل الحفل شيء مختلف، وعمرها ما تنساه في حياتها".

حالة روحانية عاشتها أسرة الفتاة السورية، صاحبتها دموع الحاضرين، مع ارتداء "سدرة" للحجاب من يد جدتها للمرة الأولى في حياتها: "من هيبة الموقف كلنا عيطنا.. هي كانت بتحلم بامتى تتحجب واليوم اتحقق".

ارتداء "سدرة" للحجاب، يصاحبه تغييرات في شكل ملابسها، إذ تحولت لما يناسبه من ثياب طويلة: "كمان لبسها من بداية اليوم اتغير.. الله يحفظها ويثبتها دايمًا ونفضل نعلم تعاليم الإسلام بطريقة صحيحة وجميلة".