فى عادة تقليدية قديمة، فوجئ أهالى بولاق الدكرور بزفاف عروسين في هودج، وهو عبارة عن صندوق خشبي مجهز ومزخرف ومزود بالورود، يتم وضعه فوق ظهر الجمل، وطاف أقارب العروسين والمعازيم داخل شوارع المنطقة بهذا الشكل، احتفالاً بالعرس الذى جاء فى صورة غريبة لكنه بسيط وغير مكلف.

فاطمة محمد، التى لقبها الأهالى بـ"عروس الجمل"، اختارت أن تُزف بهذا الشكل المختلف، بعيداً عن قاعات الأفراح والمناسبات المغلقة، أو الأماكن المفتوحة كالحدائق، وذلك حتى تشعر ببهجة وسعادة، وبأنها مختلفة عن الأخريات: "أنا اللي طلبت نعمل زفة بولاق الدكرور كلها تحكي وتتكلم عنها، اخترت حاجة مميزة ومختلفة وفعلا اتفقنا مع أصحاب جمال وأجرنا جمل وعملنا صندوق خشب وزيناه عشان يبقى شبه الكوشة بالظبط، وطول ما أنا بلف بالزفة فى الشارع كان الطبل شغال جابني وأهلي وصحابي ماشيين ورايا بيغنوا".

طوال ساعتين عاشت "فاطمة" فرحة وسعادة لم تعشها من قبل، وبحسب قولها فهي عادة تعود إلى محافظة الشرقية، نالت إعجابها كثيراً فقررت تطبيقها في حفل زفافها: "الزفة دي كانت بعد كتب الكتاب على طول، وكل السكان في بولاق الدكرور كانوا فرحانين ومستغربين، وفيه ناس مشيت فى الزفة وهما مش معزومين كأنهم يعرفونا".

ساعدت العروس فى اتمام مراسم الزفاف المختلفة، ابنة خالها شهد محمد، والتى رصدت ردود فعل سكان المنطقة ووصفتها بالمتناقضة: "في ناس عجبتها الفكرة وفرحت معانا وقالت حاجة مختلفة وماشوفنهاش من أيام زمان، وفي ناس تانية فضلت تتريق وتسخر مننا ومن العروسة وشكلها، وزعلوها في يوم المفروض تبقى أسعد واحدة فيه".

وأكدت "شهد" أنهم سعوا إلى أن يكتمل اليوم بخير، ولا يحدث أى شئ يفسد فرحة العروسة: "المفروض الناس تتقبل عادات بعضها، وكل واحد حر فى الطريقة اللى يفرح بيها".