رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

احترسوا فأنا قادمة.. حكاية "جواهر روبل" أول حكم مسلم في تاريخ الدوري الإنجليزي

كتب: هبة وهدان -

03:48 ص | الأربعاء 19 أغسطس 2020

جواهر روبل خلال احدى المباريات

لم تكن تعلم جواهر روبل التي هربت من الحرب في مسقط رأسها بالصومال إلى لندن، أنها ستصبح أول امرأة مسلمة تتولى التحكيم في تاريخ الدوري الإنجليزي لكرة القدم.

وكانت جواهر في العاشرة من عمرها عندما لجأت مع أسرتها إلى لندن، وبفضل إقامتها بالقرب من ملعب ويمبلي وحرصها على لعب كرة القدم في مدرستها الابتدائية، رسمت خطواتها الأولى في رحلتها إلى مجال تحكيم مباريات كرة القدم، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.

وتحدثت جواهر ابنة الـ 25 عاما عن تجربتها مع العنصرية وأهدافها المهنية، قائلة "سيكون هناك أشخاص سلبيون دائما، لكن لا تأخذ كل ما يقال على محمل الجد".

وتهدف أول امرأة مسلمة تتولى التحكيم في مباراة في بريطانيا إلى المشاركة في مباريات مهمة، وحثت النساء على الاقتداء بها: "أردت أن ألعب لمنتخب إنجلترا عندما قدمت إلى الأراضي البريطانية كنت لا أتحدث اللغة الإنجليزية".

وتتذكر "جواهر" كيف كان زملاؤها في المدرسة الابتدائية "مرتبكين" لأنها لم تكن تستطيع التحدث إليهم، لكنها تمكنت من التغلب على ذلك بسرعة بسبب حبها لدراسة اللغات الجديدة.

وتقول "لم أكن أتحدث الإنجليزية لكن كرة القدم كانت موجودة منذ اليوم الأول.. كنت أحضر معي كرة إلى المدرسة الابتدائية لأن من لديه الكرة يكون في المقدمة، إذ سيلعب كل الفتيان والفتيات معي".

وفي داخل الفصل الدراسي، كانت تواجه صعوبات مع اللغة لكنها كانت تحاول التحدث بالإنجليزية عندما تلعب مع الأطفال :"كنت أقول جمل بعينها كمن فضلك مرر لي الكرة وشكرا لك واركل الكرة.. كانت الكلمات تخرج بشكل طبيعي وكنت مندهشة، ما هذا؟ أنا فعلا أتحدث الإنجليزية".

وتضيف جواهر أنها حلمت بتمثيل إنجلترا كلاعبة كرة قدم محترفة، لكن والديها شجعاها على ممارسة مهنة طبيعية، على حد وصفها: "أردت أن ألعب لمنتخب إنجلترا لكن والديّ قالا لي أن ذلك لن يحدث أبدًا لقد أرادوا مني الدراسة والحصول على وظيفة عادية مثل باقي الفتيات".

وتضيف :"التحول الذي حدث، ورغبتي في المشاركة في التحكيم بدلا من اللعب كان سببه أنني أردت شيئا جديدا، فتطوعت في الدوري المحلي للفتيات".

وتقول جواهر إنه بعد مشاركتها في التحكيم خلال مباريات للهواة من الرجال والسيدات وهي ترتدي الحجاب، بات في الأمر نوع من المتعة.

وتضيف "عندما أدخل الملعب، لا أكون مرتدية ملابس التحكيم، أول ما أقوم به هو الذهاب إلى المسؤول عن الملعب وأقول له مرحباً، أنا حكم المباراة اليوم، من فضلك أين غرفة تغيير الملابس؟.. وعادة ما يتساءل باستغراب هل أنت حقا؟".

وشأن "جواهر" شأن كل فتاة مسلمة لا تتطابق حياتها مع طبيعة المجتمعات المتحررة كانت تتعرض لانتقادات وفي بعض الأحيان إساءة :"إذا تلقيت أي إساءة من أحد، أقف له بالمرصاد وأثناء المباراة، قد يقول بعض اللاعبين أشياء مثل هذه لعبة رجال فأرد وأقول إنها لعبة للرجال وللسيدات أيضا ولقد فاتك للتو تسجيل هدف في المرمى وأنت مشغول بإثارة المتاعب، لذا ركز على نفسك".

ربما تتمتع جواهر بمكانة فريدة باعتبارها المسلمة الوحيدة التي تعمل بالتحكيم، لكنها ترى أن ذلك مجرد لقب ولن يغير شيئا بالنسبة لها، كما تدرك أهمية دورها في إلهام الآخرين.

وترى ابنة الـ 25 عام، التي يصور الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيلما وثائقيا مصغرا عنها بعنوان "نلعب بقوة"، أنه يجب تشجيع البرامج التي تعنى بتطوير دور النساء في مجال كرة القدم.

وردا على سؤال حول ما ترغب في تحقيقه في مسيرتها المهنية، أجابت جواهر: "التحكيم في نهائي بطولة للسيدات أو نهائي بطولة للرجال، والوصول إلى أعلى مستوى يمكنني تحقيقه.. لقد أكملت دراستي الجامعية وسأصنف نفسي كرياضية تعمل بدوام كامل، لذا احترسوا، فأنا قادمة".