رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الانفصال يحرم "حنين" من الاحتفال بعيد الأب للسنة الثالثة.. و"نيرة" لا تستطيع احتضان والدها

كتب: غادة شعبان -

05:04 م | الأحد 21 يونيو 2020

عيد الأب

تستيقظ كل صباح تتلمس صورة والدها وتحتضنها، تتحدث إليه مرددة "صباح الخير يا أبي"، تشم رائحته في ثيابه الموجودة وسط خزانة ملابسه، تمسك بهاتفها تترقب رسالة منه أو مكالمة تستمع لصوته وكأنه موجود بجوارها، تجلس على طاولة الطعام تنتظر قدومه لتناول الإفطار معها، لتستيقظ من أحلامها وتتذكر أن والدها تركهم باختلاف الأسباب، لتزداد الغربة بينهم، فالاشتياق يقتلها وآلم الفراق يسكن قلبها الحزين، تتمنى عودته بين اللحظة والأخرى، مشاعر مقتضبة تعيشها كل فتاة لم تجد والدها بجوارها يسمع أنينها ويدخل السعادة على قلب صغيرته.

بين البدايات والنهايات حكايات عدة يرويها من عانى بعُد الآباء ويغدوا الأبناء مع آلامهم وانتظارهم، تتسع الفجوات وتزداد المعاناة إذ ينشغل الآباء عن أبنائهم بعض الوقت بفعل مسؤولياتهم الأخرى، وبالرغم من تواجد وسائل الاتصال الحديثة التي قصرت المسافات إلا أن الحزن يسكن القلب، حيث يفتقد الأبناء ملذة الحياة بغياب السند وهو الأب، خلال اللحظات الهامة، كالاحتفال بيوم الميلاد وبالنجاح، وبيوم الأب.

ويُقدم "هُن" في اليوم العالمي للأب، الذي يتزامن اليوم 21 يونيو، قصص من واقع الحياة يرويها الأبناء الذين عاشوا فترات بعيدًا عن كنف الأب، وكيف أثرت الغُربة على علاقتهم من حيث القُرب والبُعد، خلال السطور التالية.

لم استطع احتضانه وتقبيله.. "نيرة" تشعر بحاجز بينها وبين والدها بسبب الغربة

"لم أشارك أهم لحظاتي مع والدي، فربما لم اعتاد على تواجده بجواري، كونه مسافرًا منذ سنوات عدة، في إحدى البلاد العربية، بحثًا عن حياة وتوفير مستقبل أفضل"، بهذة العبارة بدأت الشابة نيرة محمد، ابنة محافظة القاهرة، صاحبة الـ22عامًا، سرد قصتها مع والدها الذي تركهم بحثًا عن لقمة العيش منذ 10 أعوام.

وأضافت الشابة العشرينية، "لم اعتاد على الحديث مع والدي لم استطع احتضانه  وتقبيله، مثلما يفعل الآخرين، فحينما أحدثه أشعر بأنه شخص غريب عني، حتى خلال الفترة الذي يقضيها معنا فور عودته من السفر والتي ربما لا تزيد في كل مرة عن 3 أشهر، لا استطع الاندماج معه".

ربما اعتادت نيرة على غُربة الأب، فلم تعد تشعر بأنها تترقب عودته، "كانت السنوات الأولى لسفره كنت أهاتفه بين اللحظة والآخرى مرددة "اشتقت اليك..متى ستعود"، ليجيب في القريب العاجل، حتى اعتدت على هذة الجملة ولم اعد ارددها لاحقًا، فلم اتذكر أن جمعتنا ذكريات كالاحتفال بيوم ميلاده أو ميلادي، حتى نحتفل بعيد الأب".

الانفصال يحرم "حنين" من الاحتفال بعيد الأب للسنة الثالثة على التوالي

لم تجد حنين محمود، صاحبة الـ22 عامًا، الغربة في والدها كونه مسافرًا خارج البلاد، وإنما وجدتها وهما يعيشان في المنطقة ذاتها، بمنطقة شبرا الخيمة، كون والدها انفصل عن والدتها منذ عام، إذ أصبح له حياة أخرى غير الذي كان يعيشها وسط شقيقها ووالدتها، إذ كان يتردد على منزلهم الصغير بين الحين والآخر لرؤيتهم أو ينتظرهم أمام مدرستهم للحديث معهم.

وقالت حنين"حياتنا كانت هادئة مستقرة يغمرها الحب والعطاء وكثير من الذكريات وبخاصة عيد ميلاد والدي الذي كنا نخطط له خلال أشهر حتى نستطع إدخال السرور على قلبه والتقاط الصور الفوتوغرافية، وبخاصة العام الماضي فقد احتفلنا بعيد الأب للمرة الثانية، إذ عرفت يومه بالصدفة فقررنا أنا وشقيقي وبرفقة والدتي الاحتفال به، واليوم لا نستطع الاحتفال به كعادتنا فقط سأهاتفه وأعايده، وأقول له اشتقت إليك".