الحالة النفسية والمزاجية لمرضى فيروس «كورونا» هامة للتعافى سريعاً، فالخوف والتوتر يضعف الجهاز المناعى، وتزداد تداعيات الإصابة، وهو ما يحاول محمد البيساوى، مخرج، تجنبه مع زوجته يمنى على، التى أصيبت قبل أيام بالفيروس، وانعزلت داخل غرفتها، بدعمها نفسياً، من خلال إلقاء النكات، وتذكيرها بالمواقف الكوميدية بينهما، ومحادثتها من الغرفة المجاورة عبر «الفيديو كول».

«قاعد لمراتى قدام باب الأوضة، بقولها إيه رأيك أرميلك سودانى وموز، وبطلب منها تراجع نفسها، وتفتكر فين فرد الشرابات اللى ضايعة»، بحسب «محمد»، محاولاً مداعبة زوجته وإضحاكها ومساعدتها على تخطى ساعات الألم والوحدة داخل غرفتها: «الفيروس مش عار ومش حاجة بإيدينا، وأهم حاجة فى مرحلة العلاج الدعم النفسى، ده لو مش موجود، المريض ممكن يحس بضيق فى الصدر وحالته تسوء».

قام «محمد» بعزل زوجته فى غرفة، وكذلك الأطفال فى غرفة مجاورة، حتى لا يلتقطوا العدوى، بينما ينشغل فى إعداد الطعام والشراب، وتقديمه لهم وكافة سبل الدعم المعنوى بهذه المرحلة الحرجة: «على قد ما بقدر، بقعد لها على باب الأوضة أناولها الأكل والشرب، وأضحكها، لحد ما تتعافى وترجع أحسن من الأول، وهى نفسيتها فعلياً أحسن من الأول، عشان شايفانى والولاد حواليها ومعاها».

ويتبع «محمد» كافة الإجراءات الوقائية أثناء تعامله مع زوجته: «كل ما توحشنى بكلمها فيديو كول، ونقعد نهزر ونضحك مع الولاد»، ويرى أنه بفضل الدعم النفسى الذى يتمسك بتقديمه، شعر بتحسن ملحوظ فى حالتها الصحية: «أهم حاجة نهزر مع المريض المعزول فى البيت. مش نحسسه إنه شخص منبوذ، وكلنا مستنيين إنه يخف، وجودنا حواليه هو اللى هيخففه بجانب العلاج».