من بين الملايين الذين يترقبون مشاهدة حلقة اليوم، من مسلسل "الاختيار" التي يتم فيها استشهاد البطل أحمد صابر منسي وعدد من أفراد الكتيبة في كمين "مربع البرث"، تقف رضوى مجدي أرملة الشهيد النقيب خالد مغربي الشهير بـ "خالد دبابة" في حيرة من أمرها فقلبها ينتظر الحلقة وعقلها يأبى مشاهدتها.

رضوى أكدت لـ "هُن"، أنها منذ عرض الحلقة الأولى من أحداث المسلسل وهي متخوفة من تلك الحلقة التي ترى فيها استشهاد زوجها "دبابة": "مش عايزه أتفرج عليها عشان مش عايزة أشوف حاجه زي كده أكيد.. الحلقة دي أنا شايلة همها من أول ما قالوا إن هما هيعملوا المسلسل".

وأشارت، أنها وجميع أرامل الشهداء سيشاهدون الحلقة رغمًا عنهم ورغم تحذيرات مخرج العمل بيتر ميمي أمس بعدم رؤية الحلقة لما تتضمنه من مشاهد قاسية.

وعن آخر مكالمة دارت بين "رضوى" والشهيد، قالت: "آخر مكالمة بينا كانت الساعة 2 كلمني فيديو كول بس الشبكة كانت وحشه".

واستكملت: "خلال المكالمة كان بيوصيني أحفظ سورة "يس" لأن إحنا كنا بدأنا نحفظها بعض فكان بيقولي احفظيها عشان لو خلصتيها هعملك مفاجأة وقالي اقرأي قرآن كتير للبيبي عشان هما بيبقوا حاسين".

ساعات قليلة عقب آخر مكالمة دارت بين الشهيد وزوجته، فلم تدرك "رضوى" أن الشهيد أغلق معها ودخل في معركة للحفاظ على الأرض انتهت باستشهاده: "الساعة 7 الصبح يوم الجمعة أخويا كلمني وطلب إنه يكلم مامتي وقال لها فمامتي صوتها علي وفهمت بعد كده كلمت صاحبه قالي لا متقلقيش هو مصاب".

وتضيف: "فضلت لحد الساعة 3 العصر بيقولولي إن خالد مصاب بس فتحت الفيسبوك لقيت صفحة شهداء الكلية الحربية منزله بوست فيه استشهاد خالد كلمتهم وقولتلهم إنه مصاب.. طبعا كلوا كان عارف إنه هو استشهد وأنا اللي كنت بكدب نفسي وقول لا مصاب".

وكانت "رضوى" نشرت مقطع فيديو وهو يؤدي إحدى التواشيح الدينية، معلقه على الفيديو "لله قوم أخلصوا في حبه".

وقال الشهيد في مقطع الفيديو: "لله قوم أخلصوا في حبه فأحبهم فاختارهم خدام".

وعن قصة مقطع الفيديو، قالت أرملة الشهيد لـ"هُن"، إن هذا المقطع كان يتعلم فيه زوجها الشهيد كيفية عرض التواشيح الدينية كي يقدمها لجنوده فور عودته من الإجازة: "خالد كان بيحب التواشيح وياسين التهامي واللي ظهر صوته في الفيديو بيعلم خالد ده أخوه لأنه كان بيقول لأخوه يعلمه إزاي يقول تواشيح بصوته عشان عايز يقولها للجنود معاه في الكتيبة كتحفيز ليهم".

أما عن طقوس الشهيد في شهر رمضان، فقالت رضوى: "كان في رمضان بيحب نفطر على طول في لمه لأنه كان بيحب اللمة جدا وكان قبل الفجر بيدخل الأوضة ويقفل عليه يقرأ قرآن، كنا بنحفظ قرآن قبل استشهاده هو استشهد بعد عيد الفطر بـ10 أيام أو أسبوعين وكان بيحفظ سورة يس وقتها".

وتذكرت أرملة الشهيد ذكرياتها مع الشهيد التي لم تنساها مادامت تتنفس: "كان دائما هو اللي بيحب يحضر العصائر وكان عصيرة المفضل عناب كان عاملة قبل استشهاده ولحد دلوقتي عندب العناب اللى كان عامله في الفريزر".

وتحكي رضوى عن أخر رمضان جمعها بالشهيد قائله: "في أخر رمضان وتحديدا قبله بيوم نزلنا اشترينا شنط رمضان وكان بيدعي ربنا أن ربنا يرزقنا السنة اللي بعدها ونكتر الشنط لأننا كنا جايبين على أدنا".

واستكملت: "كان بيوصينى أحفظ قرآن وبيوصيني أني اقرأ قرآن للبيبي لأني كنت حامل ساعتها".

ووجهت رضوى رسالة لزوجها الشهيد قائلة: "نفسي تبقى معايا ورمضان ملوش طعم من غيرك، وابنك بيسأل عليك طول الوقت ورمضان لسة مبدأش عندنا ومش هيبدا".