تبدو هي الأغرب بين نزيلات دار روضة الحبيب للرعاية الإنسانية، التي تؤوي السيدات المشردات، تتلفت يميناً ويساراً لتتابع كل شاردة وواردة، تجلس بين سيدات الدار واضعة كمامة على وجهها، تخفي ملامحها لكن عيناها تفضحان خوفها من شيء ما.

فايزة إمام، 60 عاماً، تبدو هيئتها سوية ومهندمة، ترتدي ملابس نظيفة، وكأنها لم تكن يوماً مشردة على أحد أرصفة مدينة حلوان.

لا تكن في أفضل حالاتها عندما يكون هناك زوار، فهي دوماً تخشى العدوى وتبرر ارتداءها الكمامة بخوفها من "أعمال السحر" التي تدبر ضدها، وفي اعتقادها أن زوجها وابنها يحيكان لها مثل هذه الأعمال لإصابتها بأوجاع القدم فلا تقدر على الحركة أو المشى، حتى إنها وحسب روايتها رفعت دعوى قضائية على ابنها تتهمه فيها بمحاولة إيذائها بالسحر.

تتقاضى "فايزة" معاشاً شهرياً، ولديها شقة كانت تعيش فيها قبل أن تتركها وتعيش في الشارع، وحسب سامية سيد عبدالحفيظ، مديرة الدار: "فايزة جات لنا من التدخل السريع، لقوها قاعدة في شارع في حلوان، ومن ساعة ما جات وهي عايزة تمشي، مرة تقول أروح أقبض المعاش، ومرة تقول هروح اتصرف في الشقة وآجى".

وأكدت "سامية" أنها حاولت الوصول إلى أهلها سواء زوجها أو أحد من أبنائها لكنها رفضت متعللة بأنهم يحاولون إيذاءها: "بتقول بيعملوا لي أعمال توجع الرجل، مسيطر على دماغها قوى فكرة السحر والأعمال، وأول يوم جات فيه مكنش عندها ثقة في الناس اللي شغالين هنا وكانت بتخاف تاكل وتشرب لحد ما بدأت تعرف الناس وتثق فيهم".

ولفتت إلى أنها تزوجت 3 مرات، الأول والثاني توفيا والثالث تطلقت منه.