رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

لمسة إيد الراجل بترعبني.. "وفاء" تحكي لـ"هن" ساعات الفزع في عيادة "طبيب الختان"

كتب: سلمان إسماعيل -

12:15 ص | الإثنين 09 مارس 2020

صورة تعبيرية لمجموعة من النساء

خصص العالم شهر مارس كشهر للمرأة كل عام، وتتنوع الفعاليات التي تنظمها الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية خلال هذا الشهر تقديرًا لكفاح المرأة، ودعما لتقدمها وتمكينها على قدم المساواة مع الرجل.. وعلى الرغم من أننا نعيش في عصر ما بعد الحداثة والمدنية، إلا أن هناك عادات سلبية مترسخة في بعض المجتمعات ومنها المجتمع المصري الذي ما زال يمارس عادة ختان الإناث، رغم جهود مكافحتها على كل المستويات.

"هن" يعرض في السطور التالية، تجربة فتاة جامعية مع الختان، وتعليق  الأزهر الشريف و المركز المصري لحقوق المرأة على الظاهرة.

كان عمري حينها نحو 12 سنة، عدت من المدرسة وأخبروني أننا سنزور أقاربنا في مكان قريب، وحين ذهبت معهم وجدتني في مكان لم أره من قبل، فقط أنا وأمي وجارتنا، ولم يكن المكان يوحي بأنه عيادة الطبيب، ولم أكن قد سمعت قبل ذلك عن هذه الأمور.

روت وفاء (اسم مستعار) لـ«هن» حكايتها مع جريمة الختان، وكيف أنها لم تستطع التخلص من هذا الكابوس حتى الآن.

مجرم بشعر أبيض

وأضافت: بدأت أشعر بالتوتر، وتساءلت «إحنا فين؟»، وسرعان ما أدخلوني في غرفة بها شخص عجوز أبيض الشعر، وضعوني على السرير وبدأت في الصراخ، لم أكن أفهم ما يحدث، لكننه هددني قائلا: لو صوتك علي هوديكي عند المباحث، ولأنني كنت طفلة صغيرة فقدت الوعي من الصدمة.

بعد أن أفاقت من الصدمة، أمسكت الجارة ومساعدة الطبيب ساقيها، وأكمل الطبيب مهمته. تسترجع وفاء تلك الأيام المرعبة بالقول: ظللت أبكي لمدة 4 أيام متواصلة، وكنت أقوم من النوم مفزوعة، يطاردني هذا الطبيب في أحلامي.

وعلى الرغم من مرور نحو 10 سنوات على هذه الواقعة، إلا أن الفتاة العشرينية ما تزال محتفظة بأدق تفاصيلها، وتؤكد أن الشعور بالخوف والرعب يطاردها كلما رأت لافتة ذلك الطبيب على عيادته الخاصة، فقررت أن لا تسلك هذا الطريق مرة أخرى.

لمسة إيد الراجل بترعبني

التجربة القاسية التي عاشتها تدفعها للتعاطف مع الفتيات الصغيرات، وتدخل في نقاشات طويلة مع الأمهات لإقناعهن أن هذه العملية تضر ولا تنفع، وأنها ليست من الدين، وأن أخلاق الفتاة تعود لتربيتها، وليست بالضرورة أن يتم بتر أعضائها التناسلية.

لم يتوقف الأمر عند ضلالات الماضي التي تظهر من فترة لأخرى في كوابيس وأحلام مرعبة تراود الفتاة الجامعية، لكنها أيضًا ظلت لسنوات، مرعوبة من فكرة الزواج، والاتصال الجنسي، لكنها قررت مؤخرًا اللجوء لطبيب متخصص في العلاقات الزوجية للتغلب على هذه التخوفات، خاصة أن موعد زفافها قد اقترب، وحسب قولها: «لمسة إيد الراجل بترعبني، وبتجنب التعامل مع الشباب».

الأزهر الشريف: مجرد عادة

الأزهر الشريف حسم الجدل حول الموضوع، وأرسل رأيه الشرعي في قضية ختان الإناث للنيابة العامة، بناء على طلب النائب العام المستشار حماده الصاوي، على خلفية التحقيق مع طبيب أجرى عملية ختان لطفلة في أسيوط ماتت على إثرها.

وجاء في الرأي الشرعي للأزهر الشريف، أنه تبين من خلال ما قرره أهل الفقه والطب أن للختان مضار كبيرة تلحق شخصية الفتاة بشكل عام وتؤثر على حياتها الأسرية بعد الزواج.

وأضاف الأزهر في رأيه الشرعي، أنه بناءً على ذلك فقد تقرر بالإجماع أن الختان لم ترد فيه أوامر شرعية صحيحة وثابتة لا في القرآن ولا في السنة، وأنه مجرد عادة.

وعلى رغم البيان الواضح من الأزهر الشريف، إلا أن رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان، ترى أن رأي رجال الدين ليس واضحًا، وقالت لـ«هن» إنه باستثناء موقف الأزهر الواضح، فإن رجال الإفتاء لا يجيبون بشكل مباشر على أسئلة الناس التي تردهم عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء: «إجاباتهم فيها لف ودوران ومش واضحة».

الإخوان أطلقوا قوافل للتوعية بأهمية الختان!

وأضافت أن ظاهرة ختان الإناث لها 3 مستويات أساسية، أولها له علاقة بالقانون، والثاني مرتبط بالتوعية، والثالث خاص بالدولة. مشيرة إلى أنه على الرغم من تعديل القانون إلا أن به ثغرات تسمح بفرار الجاني وإفلاته من العقوبة.

وترى أنه على مستوى جهود الدولة فإن طفرة كبيرة قد تحققت في مطلع الألفية الثالثة، لكنها تعرضت لانتكاسة كبيرة خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، قائلة: «في فترة حكمهم أطلقوا القوافل الطبية في القرى، لكن الكارثة أن هذه القوافل كانت تحث الناس على إخضاع بناتهم للختان، وهاجموا القوانين التي تجرمه، وأطلقوا عليها (قوانين سوزان مبارك)، وأطبائهم لا يجدون مشكلة في إجراء هذه العملية المرعبة».

وقالت إن اللجنة القومية لمناهضة ختان الإناث تعمل على القضية بشكل جاد، وهناك أيضًا مؤسسات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين ولكنهم يعملون على جزء التوعية، والتوعية وحدها لا تكفي، داعية نقابة الأطباء لاتخاذ موقف واضح وصريح من أعضائها الذين يرتكبون هذه الجريمة، وأن توقع عليهم العقوبات اللازمة، لأنه ليس من الطبيعي أن تخضع 7 من كل 10 فتيات لهذه المخاطرة التي تحولها إلى معاقة مدى الحياة.