رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مستورة" تنتشل "المعيلات" من الفقر: القروض ساعدتنا ورفعت راسنا

كتب: سمر صالح -

10:31 م | الجمعة 06 مارس 2020

هالة عبد المعبود ومشروع صناعة الصابون

تفوح جدران الحارات والشوارع الجانبية في أطراف العاصمة وشتى المحافظات، برائحة  "كفاح وشقى"، سيدات رفضن الخضوع لظروف معيشية صعبة، وحملن المسؤولية كاملة دون تردد، بحثن في "خرم الإبرة" عن انفراجة تمثل لهن الأمل، ليمنحن القوة والشجاعة لمن حولهن حتى وقفن بفخر يروين قصص النجاح، التي طبعت آثارها على ملامحهن، بعزة نفس ورأس مرفوعة.

من بين آلاف السيدات المستفيدات من مبادرة "مستورة"، التي انطلقت من وزارة التضامن الاجتماعي عام 2017 طبقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعم المرأة المعيلة بتمويل بنك ناصر الاجتماعي وصندوق "تحيا مصر"، لمساعدتهن بأن يصبحن عناصر فاعلة في المجتمع، فهن أمهات بسيطات، إما أرامل أو يساعدن أزواجهن، أفنين سنوات حياتهن من أجل أسرهن، لتوفير حياة كريمة دون الحاجة للمساعدات.

"الوطن" قابلت عددا منهن، إحداهن أقامت مشروعا من داخل منزلها الصغير، وأخرى ورثت مهنة زوجها رغم صعوبتها لتعول أسرتها.

وبحسب تصريحات شريف رفاعي، مسؤول قرض مستورة ببنك ناصر الاجتماعي، خصص الرئيس 250 مليون جنيه من صندوق "تحيا مصر" لتجهيز مشروعات متناهية الصغر للمرأة، وهو قرض حسن دون فوائد، ويتم سداده من الشهر التالي للمنح لمدة سنتين.

5 أنواع من المشروعات يتيحها "مستورة" تتمثل في "إنتاج حيواني، صناعية، خدمية، تجارية، منزلية"، على أن يكون الضامن الأساسي بهذا القرض هي لجان الزكاة التابعة لبنك ناصر.

 "هالة.. والصابون"

متشابهتان في الاسم والظروف الصعبة، كلتاهما باتت مسؤولة عن أسرتها في ليلة وضحاها، أمامهما خياران لا ثالث لهما، إما المحاولة أو الاستسلام، فاختارتا الأول دون تردد، بحثتا في الظلام عن شعاع نور يضئ الطريق قليلا، حتى تشبثتا به فور الوصول إليه، فقادتهما إلى طريق أوسع خرجتا به وأسرتاهما من عنق الزجاجة.

"صناعة الصابون"، وتركيباته الكيميائية لم تعرف عنها "هالة عبد المعبود"، شيئاً من قبل مرض زوجها، لم يكن يوماً سهلاً حين أخبر الطبيب والد أبنائها بأن تشخيصه الطبي "فشل كلوى" يحتاج على أثره لجلسات يومية، حينها ظنا أنها النهاية، ولكن للقدر حسابات أخرى، فهي زوجة اعتادت التحدي، ليس أمامها خيار غيره، ومن رحم المحنة بدأت قصة نجاحها بالبحث عن مورد رزق ثابت لأسرتها.

وقبل عام ونصف العام من الآن، اعتادت السيدة الخمسينية على مهارات صناعة "الصابون السائل"، كي لا تحتاج إلى شرائه من تجار آخرين بأسعار مرتفعة، حينها اقترضت مبلغاً مالياً لتبدأ مشروعها الصغير لبيع المنظفات على بعد خطوات قليلة من منزلها الكائن في أحد شوارع الشرابية.

وقالت: "الخامات بشتريها وبسأل عن الكميات والمقادير وبعمل صابون سائل طبيعي مش مغشوش بكيماويات"، يومها يبدأ مبكراً، بعد أن تقضى مطالب أبنائها الأربعة ويذهب زوجها لجلسة غسيل الكلى، تتجه "هالة"، إلى محلها الذى يحمل اسم ابنها الأكبر "شهاب"، أول ما تفعله هو الضغط على زر الراديو لينطلق منه صوت القرآن الكريم: "الحمد لله الزباين عرفتني، وبقيت بكفّى بيتي ومش بنحتاج لحد".

أحلام الأم "هالة"، كلها تنصب على أبنائها وزوجها المريض، لم تذكر نفسها فى دعواتها التى ترددها دوماً على سجادة الصلاة، باتت أكبرها تعليم أبنائها الصغار وتزويجهم، وأصغرها رزق أوسع لزيادة "بضاعة المحل" لتزداد معه حجم المبيعات وتنشط به حركة البيع والشراء.

"هالة"، ثانية بقصة مختلفة نسجت من خيوط المعاناة حياة جديدة، كأي ربة منزل لزوج "أرزقى" يعمل باليومية، ظلت "هالة سمير"، تبحث عن مخرج لها ولأسرتها من ضيق ذات اليد، طرقت أبواب الجميع، فأخبرها جيران الشارع بقرض "مستورة"، ومن هنا بدأت الأم تشارك زوجها دور البطولة في أسرتها.

محل صغير لبيع الهدايا وأدوات التجميل والإكسسوارات، هو مورد الرزق الجديد لأسرتها بعد حصولها على القرض المالي قبل 18 شهراً، لخصت الأمر في حديثها لـ"الوطن"، بقولها: "وقفت بيه على رجلي بدل ما آخد مساعدات من الناس".

غير مكترثة بنظرات الناس، يبدأ يومها مع الساعات الأولى من الصباح صوب محلها الذى يقع على بعد خطوات قليلة من منزلها، تبدأ بترتيب البضاعة وتنظيف الأرض، وبعدها تستقبل زبائنها الذين يكثر توافدهم عليها في مواسم الأعياد وشهر رمضان والمناسبات الأخرى كعيد الأم.

كفاح "هالة"، مع زوجها "السروجى"، باليومية جعل حال أبنائها الثلاثة أفضل، من قبل، لم تستطع تحمل نفقات مصاريف المدرسة، واليوم ألحقت ابنتها الكبرى بحصص الدروس الخصوصية في عدد من المواد، إلى جانب قدرتها على تلبية مطالب أسرتها وسداد القرض شهرياً دون انتظار مساعدات أهل الخير: "مستورة.. والحمد لله".