"أنا شفتك مرة في حته في يوم وطلبتي لاتيه، فهروحلك نفس الحتة لحد ما أقابلك فيه، ومش همشي أنا قبل ما أخد رقمك فمتكسفنيش"، كلمات أغنية استطاع من خلالها المطرب الشاب، تميم يونس، أن يتصدر محركات البحث "جوجل"، منذ أن طرحها وأطلق عليها اسم "سالمونيلا"، نسبة إلى أحد أنواع العدوى البكتيرية التي تعيش في الأمعاء، والتي أثار بها الجدل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر البعض أن كلمات الأغنية بها إهانة للمرأة نظرا لاحتوائها على بعض الألفاظ والمصطلحات كالتهديد بالفضيحة حال رفضها إعطاء الرجل رقم هاتفها، ورفضها أشكال التحرش وسماع الكلمات التي لا تليق بها، ومن جانبه حلل الطب النفسي دلالة أغنية "سالمونيلا"، وتوابعها على المرأة بشكل عام.

هاني: "سالمونيلا" تنمر في صورة درامية واستخفاف بالمشاعر

وأوضح الدكتور محمد هاني، استشاري العلاقات الأسرية، تحليل الطب النفسي لأغنية "سالمونيلا"، حيث قال: "الأغنية بهذه الكلمات وبهذا الوضع إهانة كبيرة للمرأة، وأصبحنا في الفترة الأخيرة نتحامل على المرأة بطريقة مرعبة، ويجب أن يكون هناك أسس وقواعد وإطار محدد للتعامل مع المرأة بشكل أكثر رقي".

وتابع هاني، مستنكرا تلك الأفعال المشينة في حق المرأة والمتمثل في أغنية "سالمونيلا"، "لما نوصل إننا نعمل أغنية نستخف بيها، ونضعها في مكانة معينة، كالتحرش والإعتداء وإنتهاك لحريتها وحقوقها، فالمرأة لها دور أكبر في المجتمع ليس مقتصرا على كونها وسيلة لتفريغ الرجل كبواته، فهى التي تتقلد المناصب الهامة داخل المجتمع".

وعن تحليله لشخصية صاحب الأغنية، تابع هاني، "من الممكن أن يكون قد تعرض لتجربة سابقة، أثرت عليه بشكل كبير، فحاول من خلال كلمات أغنياته سواء"سالمونيلا" أو "انتي أي كلام"، السابقة له، استرداد بعض من كرامته، وقد تكون نتيجة رغبته في الحصول على عدد مشاهدات عبر حساباته، والتي قد تجعله يدخل ضمن دائرة التريندات".

وطالب بضرورة حذف هذة الأغنية من جميع وسائل التواصل الإجتماعي، مشيرا لكونها بها نوعا من التنمر على المرأة، في صورة درامية واستخفاف بالمشاعر.

طه عن أغنية "سالمونيلا": آفة مجتمعية

ومن جانبه حلل الدكتور محمد طه، أيضا، أغنية "سالمونيلا"، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من خلال سرد عدد من المواقف والأزمات التي تعرضت لها المرأة بشكل عام خلال الأسبوع الماضي، قائلا: "خلال هذا الأسبوع مجموعة من الكلاب البشرية الهائجة هجموا على فتاة في أحد شوارع المنصورة، وتحرشوا بها بألفاظ وأفعال جنسية، في فيديو مرعب مليئ بصراخها واستغاثتها وانهيارها التام وسط عشرات من المسعورين".

وتابع خلال منشوره محللا أغينة "سالمونيلا" مشيرا لكونها نوع من البكتيريا، كون رفض الفتاة شتى طرق التحرش والمعاكسة وطلب رقم هاتفها، "وأخيرا تخرج علينا أغنية"سالمونيلا"، تشتم البنت اللي تقول لا، للي بيعاكسها ويتحرش بيها، ويهددها بالفضيحة وتشوية السمعة والإصابة بالمرض.

وعن أسباب ظهور هذه الآفة المجتمعية، تابع: "كل ده نتيجة إننا في مجتمع بيوصل لكل ذكر إنه نصف إله، كامل العقل والدين، يأمر فيطاع، لو نام غضبان على زوجته، تلعنها الملائكة حتى الصباح".

وعن كيف تفادي هذه الأساليب والتخلص منها، أضاف: "نحتاج إعادة ضبط لعقليتنا المجتمعية والثقافية على فطرتها الحقيقية غير المشوهة، إلى جانب توعية نفسية تصل لكل منزل ولكل حجرة داخله، بالإضافة لتنمية الدور الإعلامي التوعوي النفسي من خلال البرامج داخل القنوات".

واختتم طه، حديثه: "نحتاج لتطبيق حاسم لكل قانون ولكل مادة في قانون يحمي حقوق الطفل والمرأة والأسرة والرجل الحقيقي".