رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"سمر" خرجت للعمل لمساعدة زوجها المعاق فلقت مصرعها في "حادث بورسعيد"

كتب: سهاد الخضري -

07:10 م | الإثنين 30 ديسمبر 2019

زوج سمر

ضحية جديدة للأسفلت وشهيدة أخرى للقمة العيش، مصرية "جدعة" خرجت من منزلها باحثة عن مصدر رزق حلال لتساعد زوجها أحد ذوي الهمم، في تربية أبنائهم الثلاثة، هكذا كانت "سمر" إحدى ضحايا حادث بورسعيد الذي راح ضحيته 23 شخصا السبت الماضي.

لم تعبأ "سمر" بالألم والتعب والإرهاق كل ما كان يشغل تفكيرها كيفية مساعدة زوجها ليتمكنوا من مواجهة مصاعب الحياة وسداد دين قرض أخذه زوجها ليبنوا قطعة أرض منزل يصبح ملك لهما بدل من "بهدلة" السكن الإيجار، دائما ما كانت تسعى الأم الحنون لتلبية مطالب أبنائها حتى ولو على حساب صحتها، ورغم الإرهاق والتعب الذي تعانيه يوميا ذهابا وإيابا إلى محافظة بورسعيد، في سبيل الحصول على جنيهات بسيطة لا تتخطى الـ1500.

زوج الضحية يطالب بالقصاص

يجلس محمد الموجي 37 عاما، زوج "سمر" جوار نجله الأكبر ليستقبلا المعزين أمام العقار الذي يقطنوه بإحدى قري محافظة دمياط، وقال الأب لـ"الوطن" أعمل كسائق تروسيكل وتزوجنا قبل 17 عاما، ومنذ زواجنا وهي خير سند ومعين لم تتخلى عني في أحلك ظروفي حيث خرجت للعمل لمساعدتي، مشيرا إلى معرفته بخبر الحادث بعد سماعه صوت إسعاف فشعرت بخوف فأخدت تاكسي أنا وصديق لي زوجته تعمل هناك أيضا في بورسعيد، وحينما وصلت علمت بالحادث فتوجهت لمستشفى السلام بصحبة خالتي التي دخلت المشرحة وتعرفت على الجثمان.

وطالب "الموجي" بالقصاص ممن أرتكب الحادث والتعويض المادي من المصنع وشركة التأمين لمساعدة أبنائه الصغار "المصنع كان بيضحك على العاملين بملاليم، هما الـ1500 جنيه راتب؟ مقابل إيه؟ نزولهم من السادسة صباحا حتى الخامسة مساء يوميا".

يتذكر محمد حديث زوجته إليه ليلة الحادث قائلا للمرة الأولى توصيني على الأولاد حيث نزلت للعمل بعد إدائها صلاة الفجر، ويوم الخميس، كانت صائمة ولم تنزل سوى لمساعدتي نظرا لكوني أحد أصحاب الإعاقات الخاصة.

ووجه "الموجي" حديثه للمسؤولين قائلا رغم كوني من ذوي الإعاقة "ضمور وشلل أطفال" فلم أحصل على وظيفة ولم أحصل على معاش حكومي، وحينما حصلت على قرض فوجئت بإلزامي بسداد المبلغ الضعف اثنين، مطالبا بحصول ذوي الضحايا على حقوقهم، قائلا: "لكي نتمكن من العيش، متابعا فلوس الدنيا مش هتعوض ظافر من الفقيدة، لكن أولادها بحاجة للدعم"، متابعا "يرضي مين أستلم زوجتي دماغها متفرتكة".

بنظرات حزن وحسرة قال "زياد" طالب في الصف الأول الثانوي ابن الفقيد: "ليلة الحادث كنت قاعد في الشارع فجأة لقيتها بتنادي عليا، وتقول "تعالى يا حبيبي أقعد معايا أنت واحشني"، وظللت بجوارها، فهي لم ترفض لي طلب يوما، وفي اليوم التالي حينما توجهت للورشة للعمل جاء لي خبر مصرع والدتي واتجهت إلى هناك مسرعا، وظللت أبكي من هول الصدمة".