رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أمير يهزم السرطان بعد 4 سنوات: نجحت في الإعدادية بـ 96% أثناء علاجي

كتب: سارة صلاح -

11:58 ص | الإثنين 23 ديسمبر 2019

أمير محمد

في منتصف سباق الدراجات، الذي اعتاد "أمير محمد"، 16 عاما، على ممارسته منذ طفولته مع زملائه بالمدرسة، شعر بإعياء شديد، ما دفعة للعودة إلى منزله ليستريح، بعد أن تورّم جسده فجأة وارتفعت درجة حرارته، ما جعل أسرته للذهاب به سريعا للمستشفى، لإجراء عدة تحاليل وأشعة، كانت نتائجها جميعا تشير إلى إصابته بسرطان حاد في الدم.

"من 4 سنين نزلت مع صحابي نحجز ملعب الكورة وطلعنا بعدها بالعجَل، فجأة تعبت وجسمي ورم، وظهرت بقع في جلدي، أهلي جريوا بيا على المستشفى، وساعتها عرفوا إن عندي كانسر".

تنقّل "أمير" وقتها بين أكثر من مستشفى بحثا عن علاج يناسب حالته الصحية التي تدهورت كثيرا، حتى استقر به الحال في مستشفى "57357" الذي تم حجزه فيه لمدة أسبوعين كاملين داخل العناية المركزة، وفقاً لحديثه لـ "الوطن": "كنت شبه ميت، نسبة الشفاء كانت أقل من 0.1%، منعوا عني الزيارة ساعتها، وفضلت مدة مش حاسس بأي حاجة حواليا".

وبعد دخوله للمستشفى بأيام قليلة خضع لأول جلسة كيماوي، والتي كانت لها مضاعفات كثيرة زادت من آلامه، حيث أصيب بجلطة في المخ تسببت في عدم قدرته على الحركة حينها، وبمجرد أن فاق وجّه لوالدته التي كانت تمكث معه أسئلة عديدة لم يجد لها إجابة طوال مدة إقامته داخل الرعاية: "قلت لها أنا فين وعندي إيه، ولما عرفت إن المرض ده جالي مزعلتش، بس كل اللي كان فارق معايا هخف منه إزاي وهعمل إيه في دراستي".

 معاناة شديدة عاشها "أمير" الذي يدرس بالصف الثالث الثانوي، حيث خضع خلال رحلة علاجه التي دامت لمدة 4 سنوات لـ146 جلسة كيماوي وإشعاعي، كان بعد كل جلسة منها يتجدد وجعه مرة تلو الأخرى، لكنه قرر ألا يستسلم للمرض الذي نهش جسده الضعيف، فتعامل معه وكأنه فترة استثنائية في حياته ولن تطول، إذ كان ينتظر عودته لبيته بفارغ الصبر لمقابلة أسرته وأصدقائه الذين كانوا طوال فترة علاجه يدعمونه، بحسب كلامه: "أنا كنت حد رياضي وبروح الجيم وبدخل سباق، لكن الكيماوي دمرني، بقيت فجأة شخص تاني مش قادر ينام ولا حتى يقعد، وعلى طول حاسس بصداع شديد، بس كنت بعافر وأقول لنفسي متقعش إنت هتقدر تكمل".

وأشار محار السرطان إلى أن أزمته الكبرى كانت تتمثل في عدم قدرته على مذاكرة دروسه، وخصوصا فترة امتحانات المرحلة الإعدادية التي ازداد فيها تعبه واضطر خلالها لأخذ حقن كيماوي في ظهره، لكنه عافر حينها وحاول بكل طاقته مذاكرة المنهج المقرر عليه لتحقيق حلمه بالحصول على مجموع عال: "مكنتش عارف حاجة في الدراسة بس كنت بحاول كل ما أقدر أذاكر عشان أجيب مجموع كبير أثبت بيه لنفسي ولأهلي إن مرضي مش هيكون سبب في إني أفشل، بس للأسف جسمي من الوجع مكنش مساعدني، وخصوصا بعد الحقن، كنت بقعد يومين أحس إني متكتف مش قادر أتحرك، ومكنتش بقول غير يا رب أنا ذاكرت على قد مقدرتي خليك معايا ما تسبنيش، والحمد لله جبت وقتها 96%، وحققت أكتر من اللي تمنيته".

 اعتاد "أمير" الذهاب بمفرده للمستشفى في أغلب جلسات الكيماوي خوفاً من أن يحمّل أسرته عبئاً آخر، إذ كان يكتفى باصطحابهم أثناء الجلسات المكثفة التي يخرج منها متعباً وغير قادر على الحركة: "كنت باجي لوحدي لو جلسة عادية، ما كنتش حابب أتعب حد معايا، وعلى قد ما كنت كاره أدخل المستشفى في الأول دلوقتي بقيت بعتبرها واللي فيها صحابي، لأننا أكتر ناس حاسين ببعض وفاهمين بنمر بإيه".

بلسان لم يكفّ عن المزاح، استكمل "أمير" قصته مع المرض اللعين التي انتهت قبل شهرين بعدما تمكّن من الانتصار عليه، حيث جاءت كافة نتائج التحاليل والأشعة التي أجراها داخل المستشفى "سلبية": "أنا أتعايشت مع المرض والكيماوي وبقينا صحاب، ماكنتش متخيل إني هتعافى منه، وهرجع لحياتى تاني، ولما الدكتور قالي مصدقتش ولحد اللحظة دي باجي هنا على طول أشوف صحابي"، مشيرا إلى أن مرضه علّمه دروسا عديدة أهمها، بحسب كلامه، أن أس شخص قادر على تحقيق هدفه مهما كانت المعوقات التي تقف أمامه.