هربًا من ظروف المعيشة القاسية، ولتوفير علاج زوجها العليل، الذى مات من الحسرة، وتراكم الديون، والتهديد بالحبس، نتيجة التأخر فى دفع الأقساط، اضطرت إلى أن تقترض قبل سنتين، فرحل الزوج وبقيت ماجدة توفيق، صاحبة الـ65 عاما، عاجزة عن السداد.

تروي السيدة الستينية أنها كانت تصنع "المفتقة" وتبيعها لجيرانها وزبائنها، وفجأة تراجعت صحتها وفقدت القدرة على النزول والعمل، وخرج ابنها من الجامعة رغم تفوقه لعدم توافر مصاريف لدراسته: "ماكانش معايا حتى أجرة المواصلات أديهاله".

ليساندها ابنها في المعيشة وتسديد الديون تخلف عن التعليم، بعدما أخذ 5 قروض من جمعيات مختلفة ملزمة بدفع 220 جنيهاً و345 جنيهاً كل أسبوعين: "وإلا هيحبسونى".

تحكي معاناتها والدموع التى فقدت السيطرة عليها تنهمر مع الكلمات كالمطر، تستغيث لسداد ديونها، متعهدة بعدم اللجوء لهذا الباب مرة أخرى حتى لا تجد نفسها طريحة السجن: "جوزى مات من الحسرة وبخاف اتحبس فى السن ده".

ودّعت النوم والراحة منذ أن وقَّعت بخط يدها على وصولات الأمانة، وتهديدها بالسجن فى حالة عدم الدفع، متخوفة من رفعها وتحويلها لقضية.

وتعترف السيدة الستينية أنها أخطأت حين طرقت هذا الباب، لكن التسهيلات التى يقدمونها دفعتهم للجوء له، خاصة أنهم يكتفون بالرقم القومى فقط واستغلال جهلهم للتوقيع على إيصالات بمبالغ ضخمة، الاحتياج الشديد هو ما دفعها لقبول تلك الشروط التى أصبحت تهدد حياتها، خاصة مع نفاد محاولاتها: "نفسى حد ينقذنا ويساعدنا".

وتؤكد ماجدة أن تلك الأماكن التى ترحب بهم فى بادئ الأمر، تتحول تدريجياً لوحش ينهش فيهم من حين لآخر، خاصة بعد فرض قيمة فوائد تصل إلى 50% تظل تسدد فيها على مدار 12 شهراً بمعدل دفع قسط كل أسبوعين: "مين معاه يدفع كل 15 يوم"، وتستنكر تلك الطريقة القاسية التى يتعاملون بها معهم، خاصة أنهم يعرفون ظروفهم المعيشية وعدم توافر باب رزق لهم للدفع أو السداد.

وتشتكي السيدة الستينية من أمراض عديدة نتيجة كبر سنها وتراجع حركتها وصحتها: "بييجوا يشتمونى فى البيت ومابقدرش أرد"، تعاطف معها عدد من جيرانها ودفعوا لها قسطاً ضمن الأقساط المتراكمة عليها، لكن لا تزال عاجزة عن سداد المبلغ المتبقى.