كتب: آية أشرف -
08:39 ص | الخميس 24 أكتوبر 2019
داخل إحدى السجون، يجلسن لا حول لهن ولا قوة، يقضين عقوبتهن وهن محرومات من رؤية أبنائهن في أسعد لحظاتهن، من مشاركتهن لهن في أعظم مواقفهن.
إمضاؤهن على إيصالات أمانة، لجلب الفرحة لبناتهن، أو لأنفسهن في لحظة ما، دفعت بهن في النهاية للحبس، بسبب عجزهن عن سداد تلك المصروفات.
فكانت "مصر الخير" هي القشة التي تعلقن بها بإنقاذهن من هذا المصير المُعتم، من خلال مساعدتهن في تسديد ديونهن ليودعن السجن، مستقبلات حياة جديدة وسط أولادهن.
كانت خطبة ابنة السيدة "عواطف عبد التواب" من محافظة بني سويف، خبرًا سار بالنسبة لها، فهي ابنتها الكُبرى التي طالما حلمت أن تزف لمنزل زوجها، ولكن ظل شبح "الجٍهاز" يطاردها، لتُقرر "عواطف" شراء جهاز بنتها بـ"الدين"، قائلة: "جوزي كان تعبان وحالنا على القد، ومعايا 4 عيال غيرها، مضيت إيصالات أمانة للتاجر، واشتريتلها جهازها، عشان يبقى زيها زي البنات وتفرح".
وتابعت، خلال حديثها لـ "هُن": "الجوازة مكملتش، وبعت الحاجة بسعر أقل، وكان جوزي تعب أكتر، مقدرتش أسدد الفلوس، واشتكاني التاجر، واتحكم عليا بالسجن 3 سنين".
وأضافت: "مصر الخير سددتلي الدين، ولولاهم مكنتش هعرف مصير عيالي فين، ولحد دلوقتي في الأعياد والمناسبات بيكلموني يدوني كل اللي محتاجينه".
حياة أخرى كانت قد تسير نحو المصير المُعتم، لولا مُساعدات "مصر الخير"، التي مدت يديها لـ "غادة عماد" صاحبة الـ 23 عامًا، من الفيوم، والتي صدر قرار بحبسها مؤخرًا لمدة عام، لم تقضِ منه سوى أسبوعًا واحدًا، بعدنا سددت لها "مصر الخير" ديونها.
وتقول "غادة" لـ "هن": "اتجوزت صغيرة، وأنا في الثانوية، لان أبويا وأمي انفصلوا، وكنت عايشة مع خالتو، مع أول عريس اتجوزت، وكنت مُلزمة أجهز نفسي".
وأضافت: "اشتريت كل الجهاز بإيصالات الأمانة، واتجوزت، لكن جوزي حصله إعاقة في رجله، والمصاريف زادت مبقتش قادرة أسدد، لحد ما اتبلغ عني وخدت حكم سنة، وماليش اللي يساعدني".
وتابعت قائلة: "لولا مصر الخير كان زماني لسة محبوسة، لأنهم سددولي الدين بعد أسبوع من حبسي بالظبط".