تمتلئ محاكم الأسرة بآلاف النزاعات العائلية التي تنظر يوميا، وقد تطول مدتها بسبب الثغرات القانونية الموجودة ببعض مواد التشريع، والتي تجعل من محاكم الأسرة متاهة قانونية ضحيتها الأولى الأطفال، الذين يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية تنعكس بالسلب عليهم طوال رحلة حياتهم.

"حماتي كانت معلمتي في المدرسة، وأما اتجوزت ابنها وجيت أنادي عليها يا ماما تقولى أنا أبلة مش ماما، ولما بغلط في حاجة بتذنبني زي العيال وتقولي محرومة من المصروف"، بهذه الكلمات عبرت "مها.أ" صاحبة الـ25 عاما عن السبب الأساسي وراء طلبها الطلاق من زوجها بعد رفضه الطلاق ودياً، وحملت الدعوى رقم 2010 لسنة 2019، والتي ما زالت تنظر أمام محكمة الأسرة ببندر كفر الشيخ.

تقول مها، في حديثها لـ "الوطن" إنها تزوجت منذ 3 أعوام من ابن معلمتها بالمدرسة، بعد إعجابه بها، وفوجئت برفض حماتها لأن تناديها بكلمة ماما: "حماتي لما بتضايق من حاجة عملتها تقولي انتي عاوزة علقة، لا انتي عاوزة تتعاقبي، وبتنفذ كلامها فعلا، وأنا كنت بريح دماغي وبسمع كلامها عشان أخلص".

تتابع الزوجة حديثها: "عندما كنت أخبر زوجي بما يحدث، كان يقابله بالسخرية والضحك فقط"، ولم يتخذ موقفا أو يتحدث مع والدته في هذا الشأن تجنبا لزعلها وغضبها منه: "إحنا بلد أرياف، وكلمة الحماة عندنا مسموعة، بس مش لدرجة تعاملني زى التلاميذ، هي مش قادرة تنسى إني كنت تلميذة عندها، وجوزي بيقولي دي أمي ومقدرش أزعلها، بس يزعلني أنا عادي، بس الموضوع زاد عن حده أوي، وبقت حاجة لا تطاق، حاسة إني تلميذة في فصل".