رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"عيب وميصحش أنتي بنت".. حكايات "عيادات النسا" المحرمة على فتيات الأقاليم

كتب: آية المليجى -

06:11 م | السبت 16 نوفمبر 2019

حكايات بنات المحافظات في عيادات النسا

في مجتمعات لاتزال محتفظة بالعادات والتقاليد، ترى بعض الأسر، أن زيارة الفتيات عيادات النساء والتوليد قبل الزواج "عيب" وخارج حدود المسموح به، فهذه زيارة لا يجب أن تكون إلا عقب الزواج، متجاهلين المشاكل والأمراض الصحية التي تصيب الفتيات، وتضطر الفتيات للانتقال إلى محافظة مجاورة أو الذهاب للعاصمة، فهي بعيدة عن نظرات الشك والريبة. 

راوية: أمي كتبت اسمها عند الدكتور بدلا من اسمي عشان محدش يعرف

تعيش راوية عبد الله، الفتاة العشرينية، في محافظة الدقهلية، وتحديدًا مدينة المنصورة، انتابتها أعراض من وقت لآخر منها ظهور شعر زائد أسفل الذقن، لم تدرك أنه من علامات ظهور تكيس المبايض، بالإضافة إلى عدم انتظام مجيء الدورة الشهرية.

على مدار 6 أشهر، ظلت "راوية" تعاني من الأعراض ذاتها، التي لم تقل حدتها، فطلبت من والدتها الذهاب إلى طبيب النساء والتوليد، لمعرفة ما بها: "في الأول ماما مكنتش موافقة على الموضوع أوي.. لغاية ما اقتنعت".

ذهبت "راوية" بصحبة والدتها إلى إحدى عيادات النساء والتوليد، لتجدد عددا من السيدات صديقات والدتها، التي طلبت من الممرضة كتابة اسمها بدلًا منها: "ماما كتبت اسمها بدالي عشان ميبنش اني اللي هكشف.. والموضوع يبقى معروف بين الستات وكمان عشان في الصيدلية ميعرفوش إن أنا اللي كنت تعبانة، بحجة أنه عيب وميصحش أنا بنت".

أوضحت الفتاة العشرينية أن ذهاب فتاة قبل الزواج إلى طبيب النسا أمر غير طبيعي، بالنسبة لسيدات القرى والأقاليم: "هما مش بيعترفوا بأن البنات ممكن يمروا بمشاكل قبل الجواز.. وفعلًا طلع عندي تكيس في المبايض وبتعالج منها وطبعًا أمي بتروح معايا في كل متابعة".

منار: حضرت من الدقهلية للقاهرة عشان أكشف بعيدا عن "كلام الستات"

ومن محافظة الدقهلية أيضًا، وتحديدًا من ميت غمر، حيث تعيش منار سعيد، الفتاة العشرينية، التي ظلت تعاني من زيادة الوزن دون سبب واضح لذلك، حاولت التقليل من وزنها والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية، لكن الاستجابة كانت غير مرضية: "حاولت أعمل دايت بس برضو مكنش في نتيجة كويسة".

لم تدرك "منار" سببا واضحا لزيادة الوزن بالإضافة إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، ظلت هكذا إلى أن قررت زيارة طبيب النساء، لكن حذرتها من ذلك زوجة شقيقها: "لقيت مرات أخويا بتقولي بلاش تروحي.. عشان الستات هتضايقك لو عرفوا أنك مش متجوزة وجاية تكشفي".

السفر إلى القاهرة كان الحل الأفضل بالنسبة للفتاة العشرينية، التي اختارت البعد عن الأحاديث المزعجة: "بقيت أسافر القاهرة كل فترة وأتابع عشان محدش يضايقني وهما عندنا في البلد.. لما يصدقوا يشوفوا بنت رايحة لدكتور النسا هيفضلوا يتكلموا عليها".

يسرا: عمتي رفضت أروح مع أختي الحامل عند الدكتور "فال وحش"

تجربة يسرا عبد الحميد، وهي من سكان محافظة الغربية، لم تختلف كثيرًا عن سابقتيها، فهي أرادت الذهاب ذات مرة مع شقيقتها الحامل إلى عيادة النساء والتوليد، للتخفيف عن والدتها، لكنها تفاجئت بحديث عمتها التي منعتها من هذه الزيارة فهي بالنسبة إليها "فال وحش".

فتوضح الفتاة العشرينية: "لقيت عمتي بتقولي لأ.. معندناش بنات بيرحوا عيادات دكاترة النسا قبل الجواز.. والناس هتفتكر حاجة وحشة"، ارتضت "يسرا" بعدم الذهاب مع شقيقتها، لتكتشف أنها الحقيقة المزعجة التي تعيشها بالفعل، فغير مسموح للفتيات زيارة عيادات النساء والتوليد قبل الزواج.

أمراض تصيب الفتيات قبل الزواج

"البنات لازم تكشف عند دكتور النسا قبل الجواز" النصيحة التي أكدها الدكتور عمرو عباسي، استشاري النساء والتوليد والحقن المجهري بالمركز القومي للبحوث، موضحًا أن المجتمع ينظر لذهاب الفتيات إلى عيادات النساء والتوليد قبل الزواج، على أنه أمر مخالف للتقاليد.

وأوضح "عباسي" في حديثه لـ"هن"، أن أمراض متعددة يمكن أن تصيب الفتيات قبل الزواج، منها بطانة الرحم المهاجرة، التي لابد من علاجها في وقت مبكر، تجنبًا لحدوث مضاعفات بعد الزواج منها المشاكل في العلاقة الزوجية وتأخر الحمل، وأيضًا ظهور أكياس الشوكولاتة على المبايض.

ومن ضمن المشاكل التي تتعرض لها الفتيات أيضًا، متلازمة تكيس المبايض، التي تصيب حوالي من 15 إلى 20% من الفتيات، وينصحن باتباع أنظمة غذائية محددة، وأوضح "العباسي" أن زيادة الوزن وظهور الشعر الزائد، وعدم انتظام الدورة الشهرية من أعراض تكيس المبايض.

وتابع "العباسي" أيضًا الضعف في مخزون التبويض من المشاكل التي تتعرض لها الفتيات قبل الزواج، ويكون علاجها هو تجميد البويضات حتى الزواج والحفاظ على الخصوبة.

وذكر طبيب النساء والتوليد أن بعض الفتيات يحصلن على حبوب منع الحمل، وذلك لعلاج الآلام الصعبة عند الدورة الشهرية، أو لتنظيمها، وفي بعض حالات تكيس المبايض.