في مثل هذا اليوم، منذ 4 سنوات، وبعد صراع قصير المدى مع السرطان، فارقت الحياة عن عمر يناهز الـ16 عاما، ولكن مع ذلك لم تفارق ذكراها أذهان أصدقائها أو أهلها ولو للحظة، فظلت روحها تطوف حولهم، ودفعتهم سيرتها الطيبة إلى إحياء ذكراها بشتى الطرق، لتذكير الناس بها والدعاء لها، كريمة محمد، أو الملاك الذي فارق الأرض سريعا، كما يلقبها بعض أصدقائها.

توّفت كريمة في عام 2015، ومنذ معرفة أصدقائها بخبر وفاتها الذي كان مفاجئا بالنسبة لهم، شرعوا في جمع التبرعات لها، وكان الأمر غريبا بعض الشيء، حيث أنهم جمعوا أموالا أكثر من التي كان من المتوقع جمعها بكثير، "كان هدفنا من الأول إننا نجمع تبرعات علشان نعمل سرير باسم كريمة في 57357، لكن فجأة لقينا ناس كتير جدًا بتتبرع، ناس حتى مكانوش يعرفوا كريمة معرفة شخصية، ربنا كان ميسرلنا وكان مسهل علينا كل خطوة في الموضوع ده بالذات"، بهذه الكلمات وصفت ناهد حسام، صديقة كريمة المقربة، الأمر في حديثها لـ"هن".

تشاركت المدرسة بأكملها الحزن على كريمة، كما تشاركت جمع التبرعات، "المدرسة كلها كانت بتدعي لكريمة، وكله كان زعلان على فراقها، من أول إدارة المدرسة والمدرسين، لحد الطلاب"، قالت والدة كريمة في حديثها لـ"هن".

ولم يقتصر الأمر على جمع التبرعات وشراء جهاز لمستشفى 57357 كصدقة جارية على روح كريمة، وإنما دشّن ذويها وأصدقائها صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تحمل اسم "صدقة جارية لكريمة محمد"، ليتمكنوا من مشاركة الأدعية عليها، استمرارا في إحياء ذكراها.

وأيضا لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث أقدم أصدقاء كريمة على تصميم معين لـ"تيشيرت السنيورز"، أو قميص التخرج، يحمل هذا التصميم اسم كريمة: "كان الغرض من التيشرت ده هو أن الناس تفضل فاكره كريمة وتدعيلها، وفعلا ده اللي حصل، لما كان أي حد يشوفنا لابسين التيشيرت كان بيسألنا مين كريمة، ولما كنا بنقول كان فعلا بيدعيلها".

كما ألقى أحد مدرسي كريمة قصيدة رثاء لها في الإذاعة المدرسية.

وحتى الآن، وفي ذكرى كريمة الرابعة، لم يكف أصدقائها عن إحياء ذكراها أو عن الدعاء لها.

"في ناس ربنا بيسخرلها ناس تدعيلها علشان هو بيبقى عايز يغفرلها، وعشان اللي ربنا بيحبه بيحبب فيه عباده، وفعلًا ده بحذافيره اللي حصل مع كريمة، ربنا كان بيطمنا في كل لحظة أنها في مكان كويس وأنه راضي عنها، عن طريق أنه كان بيسرلنا كل خطوة تخصها"، قالت ندى صديقة كريمة.