رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مصر بعيون "منيّة التونسية".. حكايات عن "الكشري والفول والأماكن الحلوة"

كتب: آية المليجى -

06:04 ص | الخميس 03 أكتوبر 2019

التونسية منية الشابي

مع برودة ديسمبر وتحديدًا في العام 2018، كانت التونسية منية الشابي، تنعم بدفء حلمها حينما وطأت قدماها أرض المحروسة، بلد تعلقت بآثاره وتمنت زيارته والوقوف بين المعابد التاريخية بألوانها الزاهية، فالمشاهد التي تمتعت برؤيتها في مسلسل يوسف، الذي صور الكثير من المعالم الأثرية، زرعت بداخلها حب بلد لم تره من قبل.

3 أشهر من التنقل بين محافظات مختلفة، جولات في مناطق أثرية وسياحية، تعلمت اللهجة المصرية وأحبت صفات شعب لم تشعر بينهم بالغربة، كل ذلك ولَّد بداخل التونسية "منية" إحساسا برد الجميل، لبلد وصفته بوطنها الثاني الذي تشتاق لزيارته، فعبر حسابها على "فيس بوك" والجروبات المعنية بالسفر "TRAVEL SECRETS CLUB" دشنت هاشتاج "مصر بعيون تونسي"، وثقت من خلاله جولاتها السياحية، داعية الجميع لزيارة مصر ومشاهدة معالمها التاريخية.

لم يكن السفر من هوايات "منية" فهي الفتاة المتعلقة بأهلها، لم تتقن تدبير أحوالها بمفردها، فالأب هو السند الحقيقي لكل ما تريده، لكن فرصة للسفر إلى إسبانيا أتت إليها بعد دراستها لمجال الكيمياء الحيوية، للتدريب هناك، كانت المرة الأولى التي تبتعد فيها الفتاة العشرينية عن حضن أسرتها، لكنها التجربة التي أعطتها الخبرة في التعامل في بلد غريب، فزادت من قوة شخصيتها واعتمادها على الذات، ومن ثم تكرر السفر مرة ثانية إلى إيطاليا، لاستكمال طريقها في الحصول على درجة الدكتوراه.  

تجربة ثرية عاشتها "منية" في إيطاليا، لتصف رحلتها بالخيال، فهناك رأت ثقافات مختلفة وذاقت أصنافا متنوعة من الأطعمة، فضلًا عن تعاملها من جنسيات متعددة، منهم المصريون، الذين زادوا من حبها للبلد، رسمت في أحلامها زيارتها.

ظلت "منية" متعلقة بحلمها حتى قسم الله لها بالسفر للمحروسة، لكن الفترة القصيرة التي قضتها في مصر سمحت لها بزيارة الغردقة والقاهرة: "مكنتش مصدقة.. واتعلقت بمصر جدًا"، لم ترتوِ الفتاة العشرينية بالزيارة القصيرة، لتقرر العودة مرة أخرى لقضاء مدة أطول تسمح لها بالذهاب للمحافظات المتعددة ورؤية آثارها: "كان عندي إحساس غريب تجاه مصر.. حسيت أنها بلدي التاني اللي لازم أشوفها كل سنة".   

وفي ديسمبر 2018 كانت الزيارة الأطول التي أجرتها "منية" على أرض المحروسة، فأعدت خطتها الجيدة، حيث أجرت شقة خاصة والتحقت بالعمل في إحدى الحضانات الخاصة لتوفير نفقاتها الشخصية: "عشت حياة المصريين بالظبط".  

انخرطت "منية" بين المصريين، عاشت مثلهم وتعرفت على صفاتهم، أحبت "الجدعنة" والكرم الزائد الذي التمسته: "وقت ما بحتاج حد.. بلاقيه.. ما شفتش زي الشعب المصري وكمان في روحه الحلوة وخفة الدم.. في عز الأزمة بيعرف يضحك".  

جولات مختلفة انطلقت فيها "منية" بين المحافظات، فمن الإسكندرية إلى مدينة دهب وسانت كاترين، ومن ثم الذهاب إلى الجنوب حيث محافظتي الأقصر وأسوان: "تجربة جميلة.. وأماكن كتير شفتها" استدعت توثيقها عبر "الهاشتاج" الذي دشنته عبر عدد من مجموعات "فيس بوك": "كنت عاوزة أشجع الناس على السياحة.. لأن مصر مش بلد غالية والأماكن اللي فيها حلوة وتستاهل أنك تزورها.. وهي فعلا بلد الأمن والأمان".

انتهت زيارة "منية" إلى المحروسة، وعادت لموطنها الأصلي مرة أخرى، محملة بالآمال للعودة إلى مصر من جديد، واستكمال جولاتها: "هاجي تاني وهيبقى معايا أمي.. وهلف مصر كلها لوحدي وهفضل أكتب عنها".