كانت تحلم بارتداء روب المحاماة، والرافع داخل ساحات القضاء، بعد حصولها على ليسانس الحقوق والدراسات العليا بالعلوم الجنائية، إلا أن إعاقتها بخرت حلمها وأدت لجلوسها على كرسي متحرك.

معاناة نفسية سيطرت على هبة مختار بسبب حرمانها من ممارسة المحاماة، إلا أنها لم تستلم وحاولت تحقيق حلمها ولو بشيء قليل، من خلال كتابة مذكرات عرائض الدفاع للمحامين: "أهو أي حاجة تحسسني إني جوه مهنة المحاماة، بشوف محامين وبتعامل معاهم وكمان بكتب العريضة كأنى بأترافع فيها بالظبط، لدرجة إني ساعات بتخيل نفسي واقفة قدام هيئة القضاة والمستشارين، وبدافع عن المتهمين، مش بس كده، وأسمع صوت تصفيق الناس ليا كمان، وبمجرد ما أسرح فى الموقف وأترك العنان لإحساسى، بحس إنى سعيدة، وساعات بكره الكرسى اللى قاعدة عليه، اللى حرمنى أمارس المحاماة".

الإصرار على إثبات الذات والاجتهاد والمثابرة.. صفات لازمت "هبة"، التي تعمل أيضاً بمجال التسويق الإلكتروني، لكن في منزلها، واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً بهذا المجال، بخلاف اهتمامها بمهامها الأسرية: "كنت بحبي زي الأطفال على إيدي ورجلي، وأخدم وأساعد نفسي، وأتحرك في الشقة وأنضّفها، وأطبخ وأعمل كل حاجة بنفسي من غير ما أعتمد على حد".

حالات نفسية سيئة تنتاب "هبة" بين الحين والآخر، وتحاول وقتها أن تصنع لنفسها خيطاً من الأمل والتفاؤل بتكثيف عملها الإلكتروني، وكذلك كتابة عدد كبير من مذكرات المحامين: "ساعات كنت أقرأ في كتب المحاماة والقانون، عشان أثقّف نفسي وأزوّد من خبراتي، كل ده بيخليني دلوقت سعيدة جداً وحاسة إني لسه عايشة والنجاح قريب".

ابتسامة هادئة تُخفي خلفها "حِملاً ثقيلاً"، ملامح حادة تشير إلى القوة، وخطوط وشم تُقدم برهاناً على الجمال، بعينين كحيلتين نظرت إلى القلوب التى تتهافت عليها، معلنةً بثقة: "أنا بنت مصر".