من الطبيعي أن يتعرض الانسان لعدوى ما خلال تعاملاته مع شخص آخر مصاب بمرض ما، ولكن أن تحمل سيدة نتيجة إصابتها بعدوى الحمل، فهذا أمر غريب لم نسمع به من قبل.

البداية كانت في عام 2010 عندما لاحظ الأمريكيون شئ ما قد انتشر تسبب في وصول معدلات الحمل إلى أعلى مستوياتها، فوصلت النسبة إلى 6.2 مليون حامل، الأمر الذي دفع العلماء للتوقف وطرح تساؤل ما الذي سبب طفرة مفاجئة وغير متوقعة للمواليد.

وحسب الدراسة التي أجراها الباحثون في الجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع في عام 2014، فالحمل قد يكون معدي في الواقع  ولكن على  المستوى النفسي فقط، وعلى مدار 10  أعوام أجرى الباحثون مقابلة مع 1.720 امرأة، وقاموا بدراستهم لمحاولة فهم العلاقة بين الصداقة الحميمة التي بدأت في المدرسة والرغبة في الإنجاب، وفي النهاية انتهي الأمر بأن نصف النساء ممن وقعت عليهم الدراسة قد أنجبن، معترفين بأن قرارهن اعتمد جزئيا على حقيقة أن صديقاتهن قد أنجبن بالفعل.

نتائج  هذه الدراسة ليست بتلك الغرابة، فالبشر كائنات اجتماعية في النهاية، ولهذا السبب تؤثر البيئة والتفاعلات الشخصية على قرارات الفرد بشكل كبير، وبناءً عليه أن ترى امرأة صديقة لها حامل  يمكنها بسهولة تلقي رسالة لا شعورية مفادها أن الحمل  شيء جيد، وأنه لو لم يكن كذلك  لم تكن صديقتها لتقوم به.

كما أنه لا يمكن للصديقات التأثير على قرار المرأة للإنجاب فقط، بل يصل لعدد  الأطفال التي تنجبهم السيدة، فذكر تقرير نشر عام 2014 في مجلة البحث السكاني،  وجود علاقة قوية بين الصداقة ومعدلات الولادة، وأن ذلك يرجع لنفس الأسباب فإذا كان للمرأة صديقة أم لثلاثة أطفال وتعيش حياة الأمومة كبطلة،  ستشعر صديقتها أنها يمكنها القيام بذلك أيضًا، بالإضافة إلى ذلك توجد رغبة في أن يلعب طفلك مع أطفال صديقتك فتفكر في الإنجاب.

وحسب الدراسة فأن الأمر المثير للدهشة هو أن عدوى الحمل هذه لا تحدث عندما يتعلق الأمر بالأشقاء، ويربط العلماء ذلك بحقيقة أن الناس تتولد بينهم روابط عاطفية اقوي مع أصدقائهم أكثر من أشقائهم، إذ أن أصدقائهم يلعبون دورًا أكبر في حياتهم  أكثر من الأشقاء، وهذا يعني أن فرص المرأة في الحمل تزداد مع كل صديقة تنجب طفلًا.

وتعتقد الباحثة الإيطالية نيكوليتا بالبو، إحدى المشاركات في دراسة حديثة أجريت بهذا الشأن، أن تأثير الأصدقاء يمتلك قدرة كبيرة على تحديد متى تنجب المرأة طفلها الأول، وأن هذه الدراسة أزاحت الستار على بعض الآليات التي تؤثر على قرار إنجاب الأولاد، نقًلا عن موقع "العربية".