بمجرد دخولهما إلى قاعة البابا شنودة الثالث في كنسية العذراء مريم في الزمالك، احتضنتهما الفنانة هالة صدقي، لتبدأ في نوبة بكاء شديدة، رغم تماسكها منذ بدء مراسم العزاء، كاشفة بدموعها عن فاجعتها المؤلمة بوفاة والدتها أمام "صديقتي العمر"، "سوزان أحمد" و"توحة محمد".

 فيديو "نفسي تسيب التمثيل وتتفرغ لأولادها".. أمنية والدة هالة صدقي التي لم تتحقق

"والدة هالة، كانت أم لينا كلنا، فضلت تخاف علينا وتنصحنا حتى بعد ما خلفنا".. بهذه الكلمات تعبر "سوزان" و"توحة" عن حبهما لوالدة الفنانة، وقالتا لـ"الوطن" إنهما وهالة صدقي تجمعهم صداقة قوية منذ المرحلة الإعدادية، حيث كانت والدتها مالكة وناظرة للمدرسة، التي درسن فيها ثلاثتهن، وتعاملت معهن بحسم ومودة،: "هي ست اجتماعية، وبتحب الناس كلها، وكريمة جدا، الله يرحمها".

تذكرت "سوزان" موقفا متعلقا بالمدرسة مع صديقتها الفنانة، حيث كانت الأخيرة تسافر كثيرا لوالديها في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الإجازة الصيفية، وتشتري ملابس الدراسة والأدوات المدرسية من هناك، لتذهب في غاية السعادة إلى الفصل، وتقضي اليوم بأكمله في تعريف زملائها باقتنائها ملابس وأدوات أجنبية.

علاقة "سوزان" و"توحة" بالفنانة هالة صدقي امتددت لما بعد الدراسة، حيث كانتا تبيتان في منزل صديقتهما، لتكشتفا احتفال هالة صدقي ووالدتها بالمناسبات الإسلامية مثل عيد الفطر، حيث كانت والدتها الراحلة تُعِدّ الكعك والبسكويت، كما أنها كانت تذهب مع هالة وصديقاتها إلى المسجد، فضلا عن سماحها للفنانة بحضور الدروس الدينية في المدرسة مع زملائها، لتضيف "سوزان": "بنروح الجامع والكنيسة مع بعض دايما، وعمرنا ما اتكلمنا على اختلاف الديانات أبدا".

الأقصر وأسوان والعديد من المحافظات الأخرى، سافرت الصديقات الثلاث إليهما خلال مرحلتي الطفولة والشباب، لتسرد "توحة" أنهما كانا يحصلان بصعوبة على موافقة والدة "هالة" لتسافر معهما، لخوفها الشديد عليها، إلا أنها كانت توافق بعد إلحاح شديد، وتختتم حديثها: "كانت روحها في بنتها، وبتخاف عليها من الهوا الطاير.. ربنا يصبر هالة على فراقها".

وعُقدت مساء أمس، مراسم عزاء والدة الفنانة هالة صدقي في قاعة البابا شنودة الثالث في كنسية العذراء مريم بالزمالك، بحضور مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين، أبرزها كارول سماحة ومنى الشاذلي وإلهام شاهين وبوسي شلبي ويسرا.

وأعربت الفنانة هالة صدقي عن صدمتها، إثر معرفتها- عبر اتصال هاتفي- بوفاة والدتها، مساء الخميس الماضي، في منزلها بالقاهرة، خلال قضاء الفنانة عطلتها الصيفية في الساحل الشمالي.

وقالت هالة صدقي، في تصريحات لـ"الوطن": "أمي مكنتش تعبانة أوي، وأنا راجعة من الساحل الشمالي، علشان ندفنها"، مضيفة أن إجراءات الدفن تمت مساء أمس، بمقابر الأسرة في مدينة السادس من أكتوبر.