رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"ياما فتحت بيوت".. سيدات يروين تجاربهن مع" الجمعية"

كتب: غادة شعبان -

04:09 م | الخميس 01 أغسطس 2019

جمعية

الجمعية هي ممارسة اجتماعية، ظاهرها دفع مبالغ مالية بشكل شهري أو أسبوعي، بينما يكمن في مضمونها الخير، تتغلب بها الفتيات والسيدات، وهن محور وأساس تكوين "الجمعية"، على الكثير من الأزمات والمشكلات المادية التي يتعرضن لها، من أبسطها وحتى أكثرها تعقيدا، إلى جانب كونها وسيلة سحرية يلجأ إليها الجميع باختلاف حاجاتهم لتكوين مبالغ مالية كبيرة، مرورا بـ"تجهيز العروس"، وحتى البدء في مشروع تجاري كبير أوله جمعية وآخره نجاح في سوق العمل.

ويستعرض "هن"، في التقرير التالي، نماذج كانت "الجمعية" هي كلمة السر للنجاح والخير فيها.

ملاك وزوجها قصة كفاح.. الجمعيات حلت أزمتنا

مشكلة كبيرة تعرضت لها العراقية" ملاك.ج"، صاحبة الـ36 عامًا، ذات دخل متوسط، وتعمل كمعلمة في إحدى المدارس العراقية، إلى جانب كونها أم لـ3 أطفال، لمحاولة طرد من منزلها، الذين استأجروه منذ سنوات عدة بأمر من صاحبه لرغبته في بيعه لأحد الأشخاص، وهو ما جعلها تقدم على البحث عن جمعية مع زميلاتها في العمل لمحاولة تدبير الأمر لشراء قطعة أرض وتأمين حياتها هى وأسرتها، وذكرت لـ"هُن": "الدخل العام للفرد في العراق متوسط، وهو ما يجعل العديد من الأسر على الاعتماد أغلب الوقت على الجمعيات أو اللجوء للقروض البسيطة".

تعاونت الزوجة مع زوجها من خلال قيامه بعمل إضافي حتى يتمكنا من توفير ما يؤهلهم لشراء قطعة الأرض وبناءها، وذكرت: "زوجي معلم رياضيات، حاول العمل بمكان آخر حيث عمل في محل لبيع الهواتف المحمولة، وحاولنا تقسيم راتبة من العملين، إضافة لعملي على مصاريف الإيجار تارة وآخر للإنفاق على حياتنا وأطفالنا، إلى جانب دخولنا في 3 جمعيات مختلفة تنظمها إحدى الزميلات في العمل وهو ما أهلنا في فترة وجيزة لحل أزمتنا.

سوسن: "قدرت أجهز بنتي من الجمعيات"

تعثرت "سوسن.م"، صاحبة الـ39 عامًا، من الأردن، في جهاز نجلتها الوحيدة فلم تكن تقدر على توفير متطلباتها لإتمام زفافها، وأشارت عليها إحدى جيرانها بالدخول في جمعية من تنظيمها واقترحت عليها آخذ الدور الأول، وذكرت سوسن: "بنتي مخطوبة بقالها 5 أعوام، وكل سنة بيتم تأجيل الزفاف بسبب عدم قدرتنا على الانتهاء من كافة الأجهزة، إضافة لغلاء الأسعار وسوء الحالة الاقتصادية، دخلت في جمعيتين، لم تستطع الأم استكمال الجمعية في الأشهر الأخيرة لتجد العون من زملائها بها حيث تكفلوا بدفع شهرين منها، حتى تيسرت أحوالها وتمكنت من دفع القسط الآخير وتمكنت من شراء باقي المستلزمات".

سناء: اشتريت أدوات الكلية من الجمعية

سمعت "سناء.ن"، صاحبة الـ23 عامًا، بكلية الأسنان، مرارًا وتكرارًا عن الجمعيات من أصدقائها في الكلية، حينما تمكنوا من شراء مستلزماتهم من خلالها، وذكرت: "تعرضت لضائقة مادية حينما تعثرت والدتي في شراء المستلزمات الطبية الخاصة بالسنة الدراسية، لتقترح علي إحدى صديقاتي الدخول في جمعية أسبوعية، حتى تمكنني من حل أزمتي"، تضيف: "والدي متوفى ووالدتي مقدرتش توفرلى مصاريف الأجهزة والأدوات، وصحابي ساعدوني من خلال عمل جمعية وخلوني أخدها الأول علشان مشكلتي".

نانسي: مشروع كبير من مبلغ صغير

تركاها والداها تصارع الحياة بمفردها، فلا أنيس لها ولا سند، بعد أن توفيا واحدًا تلو الآخر، لتقرر "نانسي.ش"، صاحبة الـ23 عامًا بدء حياتها بمشروع صغير، وذكرت: "بدأت أول جمعية بحوالي 150 جنيه، علشان أفتح محل ملابس، وأول ما اتقبضت الجمعية بعد حوالى 10 شهور، قدرت استأجر المكان، وبعد ما الشغل كبر وبدأت أتوسع دخلت مرة تانية بـ300 جنيه، حتى توسعت في عملي وبقى عندي 3 أفرع في أماكن مختلفة". 

وفاء.. 20 سنة منظمة جمعيات

قضت السيدة وفاء صاحبة الـ67 عامًا نحو 20 عاما، كمنظمة ومسؤولة عن الجمعيات التي تعتبرها وسيلة لمساعدة الغير ممن يتعرضون لضائقة مادية، وذكرت: "اعتمدت على نفسى وأنا فى سن صغيرة، فوجدت أن الجمعية بتفك أزمات ناس كتير".

بدأت وفاء في تنظيم الجمعيات بمبالغ صغيرة ثم بدأت في التوسع حسب حاجة أصحابها، وذكرت: "بدأت بعمل جمعيات صغيرة للناس القريبين مني بحكم إني مدبرة وبعرف أحافظ على الفلوس، وبدأت في التوسع وبقي بيخللي ناس موظفين ومديرين علشان أنظملهم الجمعيات".

وعن كيفية إدارة وتنظيم الجمعية، قالت: "يتم عمل جدول بعدد أفراد الجمعية، والتي تكون مكونة في أغلب الأمر من 10 أشخاص، بشكل أفقي بعدد الأشخاص مع إضافة خانة لتوقيع المستلم حرصًا على الأمانة، دي فلوس ناس".

بواسطة أجندة، تدير وفاء عملية جمع النقود ومتابعة سير الجمعية، وذكرت: "بسيب جمب كل شخص علامة أعرف من خلالها مين دفع ومين لا، ومين اللي عليه الدور يقبض".

بررت وفاء لجوء بعض الأشخاص للجمعيات لسوء الأحوال الاقتصادي، وذكرت: "في ناس بتعيش على الجمعيات ومن غيرها حياتهم هتبقى صعبة أوي، في ناس تجوز عيالها من الجمعيات، وناس بتستخدمها لدفع قسط شقة لأولادهم، ده غير مصاريف المدارس والجامعات".