رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ثمانينية تتحول إلى "سلطانة طرب" على رصيف مترو الجامعة: "الطلبة بيحبوا صوتي"

كتب: الوطن -

10:56 م | الإثنين 29 يوليو 2019

مترو الأنفاق

جلست تلك السيدة الثمانينية بالقرب من رصيف مترو محطة جامعة القاهرة، لتشدو بأغاني الزمن الجميل، وتنشر البهجة والسعادة والدهشة في الوقت ذاته.. فما الذي يدفع سيدة ثمانينية للجلوس على رصيف محطة مترو والغناء؟.. وكان وراءها قصة كفاح.

"إمتى الزمان يسمح يا جميل".. تشدو "سجيدة" بإحدى أغنيات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، فيجذب صوتها عشرات الطلاب المارين من أمام رصيف مترو جامعة القاهرة، ليفاجأوا بأن الصوت العذب صادر من حنجرة امرأة ثمانينية، تجلس دوماً على رصيف المترو لبيع المناديل.

بجلباب أسود وسبحة تطوِّق عنقها، تجلس سجيدة مرسى، على أدراج مترو جامعة القاهرة، تحكى حكايتها لكل من يقترب منها محاولاً الحديث إليها: "أنا من أصول صعيدية، اتجوزت في المنيا وخلفت 5 عيال، كنا ساكنين في بيت صغير وشاء القدر أنه يقع علينا، فرحلنا من المنيا للقاهرة، وهنا بدأت رحلة كفاح مختلفة لسه ما انتهتش".

نحو 20 عاماً قضتها "سجيدة" وأسرتها في القاهرة، جاهدت مع زوجها لتوفير نفقات الحياة لكنه مات مبكراً قبل أن يكمل معها المشوار: "مشي وساب لي شيلة تقيلة شِلتها لوحدي"، بحثت عن رزقها في كل مكان، عملت خادمة في البيوت، ذاقت المر من أجل تربية أبنائها، حتى استطاعت أن تصل إلى بر الأمان بتزويجهم.

اعتقدت السيدة العجوز أنها وصلت لبر الأمان، لكن بعد زواج أبنائها وجدت نفسها في موضع مسؤولية أخرى: "ابني الكبير مات وساب لي 4 أطفال، كملت شغل عشان أربيهم وأطلّعهم للدنيا، وقبل ما أرتاح مات جوز بنتي فربيت عياله وبقيت الجدة اللى بتشتغل عشان تشيل أحفادها بدل ما همّا يشيلوني".

حزنها وكفاحها طوال حياتها لم يعوقا موهبتها التي تمارسها على رصيف المترو: "صوتي حلو وحافظة الأغاني القديمة وبعرف أؤديها كويس، والطلبة بيحبوا صوتي وبيتجمعوا حواليا لما أغنّى، ولما ينجحوا بييجوا يدّونى الحلاوة"، من الساعة صباحاً وحتى السادسة مساء، ما يقرب من 12 ساعة تقضيها "سجيدة" على الرصيف ثم تعود إلى البيت لتطمئن على أحفادها الأيتام.