رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

اختفاء حبوب "منع الحمل".. السيدات في قلق وأصحاب المزارع يتبرأون من تعليفها للدجاج

كتب: منة عبده -

11:31 ص | الجمعة 26 يوليو 2019

حبوب منع الحمل

شهدت الأسابيع الماضية اختفاء بعض أنواع أدوية "منع الحمل"، المتداولة بين السيدات بينها أنواع: "سيلست، ياسمينا، وجينارا"، ووجهت الشعبة العامة للصيدليات أصابع الاتهام لبعض أصحاب مزارع الدواجن والبيطريين بالتسبب في الأزمة، إلا أنهم نفوا ذلك، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها في تغذية الدواجن منذ فترة كبيرة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.   

"بقالي 10 سنين باخد حبوب منع الحمل، ومش هعرف أغيرها بحاجة تانية بديلة بعد المدة دى كلها".. هكذا بدأت مها سيد، 42 عاماً، ربة منزل، من منطقة بولاق الدكرور، حديثها عن أزمة اختفاء الحبوب من الصيدليات، مؤكدة: "لفيت على البرشام بتاعى فى كل الصيدليات القريبة منى، وبرضه ما لقتهوش، مش عارفة هيتوفر لنا امتى".

وأشارت إلى أنها تستخدم أقراص "ياسمينا"، التى وصل سعر الشريط منها إلى 50 جنيها قبل اختفائها، مضيفة: "معنديش مشكلة سعره يزيد لكن يبقى موجود، أدوية منع الحمل زيها زى أدوية الأمراض المزمنة، ولازم تتوفر لأن غيابها مشكلة كبيرة".

هناء محمود، 40 عاما، موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص، من سكان منطقة الدقى، قالت إنها ترددت على صيدليات فى مناطق مختلفة للبحث عن الحبوب، التى اختفت، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، مؤكدة: "دورت عليها فى كل مكان حتى السوق السوداء وملقتهاش، ومش عارفة هتتوفر امتى، وأنا حالتى الصحية ما تسمحش إنى آخد بديل".

وأضافت: "إذا طال اختفاء هذه الأدوية، سيترتب عليه زيادة الكثافة السكانية، مفروض إن الدولة عاوزة تقلل الكثافة السكانية، وتنظم الأسرة، إزاي ده هيحصل وأدوية تنظيم الأسرة مش موجودة بقالها فترة؟!".

وقال محمود علي، 45 عاما، صيدلي بمنطقة الدقي، إن نقص أقراص منع الحمل ليس بجديد، إذ إنها تختفى بين الحين والآخر، كغيرها من الأدوية المستوردة، مشيراً إلى هناك نقصا في أهم أنواع الأقراص وأكثرها رواجاً بين السيدات، رغم وجود بدائل كثيرة من أدوية تنظيم الأسرة.

وأضاف أن سيدات كثيرات يترددن عليه يومياً ليسألن عن الأقراص، وعندما يقترح عليهن استخدام البدائل مثل "اللولب، والكبسولة" يرفضن، موضحاً: "الستات بتخاف تجرب حاجة غير اللى اتعودت عليها، عشان ما تتعرضش لمتاعب صحية، ومش عارفين الأقراص هتتوفر امتى لأنها مختفية من الصيدليات والوحدات الصحية".

فى الوقت نفسه اتهمت الشعبة العامة للصيدليات، أصحاب مزارع الدواجن والأطباء البيطريين، بالتسبب فى نقص أقراص منع الحمل، مؤكدة أنهم يستخدمونها فى تغذية الدواجن لتسمن بسرعة، إلا أن أصحاب مزارع الدواجن تبرأوا من الأزمة، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها منذ فترة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.

وقال محمد حسين، مهندس زراعي، مشرف على مزارع دواجن، بمنطقة أبو رواش بالجيزة، إنه لا يستخدم حبوب "منع الحمل" داخل مزارعه، بل يعتمد اعتماداً كاملاً على العلف الطبيعى، دون خلطه بأى مواد أخرى، موضحاً: "العلف دلوقتى أحسن كتير من زمان، وفى أقل من شهر الفراخ بتوزن 2 كيلو، من غير أى فيتامين أو دواء".

وأشار إلى أن استخدام أدوية "منع الحمل" فى تسمين الدواجن كانت ظاهرة، لكنها اختفت منذ فترة، بسبب تحسن نوعيات العلف، مضيفاً: "أصحاب المزارع زمان جربوا إنهم يستخدموا حبوب منع الحمل عشان يزودوا هرمونات الدواجن ويزودوا حجمها فى وقت أقل، وفعلاً نجحوا فى تحقيق ده، لكن مع الوقت الموضوع قل، لحد ما اختفى، ونقص الحبوب الحالى مالوش علاقة بالدواجن، السبب الأول والأخير فى استيراده".

وأكد يحيى علاء، 39 عاما، صاحب مزرعة دواجن بمحافظة المنوفية، أنه لا يستخدم حبوب "منع الحمل" مع العلف لارتفاع سعرها وعدم توفرها طوال الوقت، مضيفاً: "في فيتامينات بنفس فاعلية الحبوب دى، وسعرها أقل ومتوفرة طول الوقت وفى أى مكان".

وأشار إلى أنه يشترى محفزات نمو، بسعر 45 جنيهاً للكيلو، ويخلطها بالعلف لأنها "أفضل من حبوب منع الحمل التى تسبب مشاكل للدواجن، بينما المحفزات نتائجها أكثر صحية".

"الإفتاء" توضح حكم استخدام حبوب منع الحمل 

من جهته، قال عصام رمضان، طبيب بيطري، إن "ما يتردد حول استخدام أصحاب المزارع حبوب منع الحمل فى تسمين الدواجن شائعات خاطئة"، موضحاً أنها كانت ظاهرة قديمة لكن توقفت لأسباب كثيرة، أهمها ارتفاع سعر الحبوب، حيث أصبح الشريط الواحد بـ50 جنيهاً، بعدما كان بجنيه واحد.

وأضاف: "هذه الأدوية تسبب عدة مشاكل للدواجن كتخزين مياه تحت الجلد، وإجهاد الجهاز المناعى، ما يؤدى إلى نفوق عدد كبير منها"، مشيراً إلى أن أصحاب المزارع يلجأون إلى بدائل أفضل وأوفر وأقل خطورة مثل "محفزات النمو"، وعدد من أنواع الفيتامينات، التى يتم خلطها مع العلف، ما يؤدى إلى زيادة حجم الدواجن بسرعة فى أقل وقت.

وأكد أن "محفزات النمو والفيتامينات تباع بسعر 45 جنيهاً للكيلو، وهى أوفر بكثير بالنسبة للمزارعين".