رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

قصص الفتيات مع الحب الأول: "وهم كبير"

كتب: روان مسعد -

05:26 م | السبت 13 يوليو 2019

الحب الأول

أول لمسة، أول كلمة "بحبك"، أول إحساس بالأمان والاحتواء، أول مرة في كل مرة ربما هي الأكثر تأثيرا خاصة فيما يتعلق بالحب، لحظات لا تنسى مهما طال الزمن، فتيات عشقن ووقعن في الحب الأول، ورغم ذلك وصفوه بـ"الوهم الكبير"، مؤكدين بذلك جملة الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، التي جسدها عبدالحليم حافظ في فيلمه "الوسادة الخالية".. "في حياة كل منا وهم كبير اسمه الحب الأول".

فيما يلي قصص الحب الأول، روتها الفتيات لـ"هن"، الحب الذي كان وهما نسي بالوقت، بعضهم حصلن على "التعويض" في شخص آخر كان أفضل من سابقه، أو في عمل جيد، وأسرة محبة.

قصة رنا.. تعارف عبر الإنترنت في عمر المراهقة

رنا محمد، كانت في الـ16 من عمرها حينما تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، فاجئها برسالة عبر "إم إس إن" ماسنجر، "هاي.. أنا أحمد عندي 22 سنة ممكن نتعرف؟".. كان شغفها بالتكنولوجيا الرقمية لا يزال وليدا تبحث فيها عن حب الاستطلاع والمعرفة والأصدقاء، لم يكن للفيسبوك أو واتس آب وجودا، فقط "إم إس إن"، و"شات ICQ"، و"موقع هاي فايف" للتواصل الاجتماعي.

تجاذبا الحديث معا، بدأ بسيطا ثم أصبح عادة شبه أسبوعية، انتقل الحديث من الإنترنت للهواتف، كان ذلك قبل 14 عاما، تتذكر كل ما كان يجري حينها، "كنت بشوفه كبير أوي، وفاهم أوي عني، يعرف كل حاجة تقريبا، عيلتي وبيتي بس كنت غلطانة"، لم تدر الفتاة صاحبة الـ16 عاما أن معظم قصص الحب التي تبدأ في سن المراهقة تنتهي سريعا، "فضلنا مرتبطين تقريبا سنتين أو تلاتة، لما بدأت أدخل الجامعة اكتشفت أنه مش شبهي في أي حاجة، ولا حتى الاهتمامات، ولا الدماغ ولا الطموح".

قررت حينها الفتاة البالغة 19 عاما الابتعاد، نادمة على كل ما كان يجمعها به، "هو متغيرش بس أنا اتغيرت وكبرت، وفهمت إني مش ده اللي عايزاه، ولا بحبه، وكنت بملى فراغ وقصة من الأول بدأت غلط وكان لازم تنتهي بالذات بعد المشاكل الكتير، ولأني اتغيرت ومقدرتش أنكر"، ورغم ندمها "أول كل حاجة كانت معاه للأسف"، إلا أنها استطاعت أن تجد فتى أحلام آخر، يشببها، "اتجوزت وعندي بنت، ودلوقتي وأنا عندي 30 سنة بقيت متأكدة أن الحب الأول وهم".

اقرأ أيضا: "موعود بعيونك أنا" حسناوات في حياة العندليب.. قصص الحب والفراق 

قصة سارة.. زميل الفصل الحب الأول

"المشاعر فعلا وقت الحب الأول بتبقى جياشة وكتيرة، وصعب تيجي زيها تاني، ورغم كدة بيتنسى وبتندمي وبتحبي تاني عادي جدا"، سارة فتحي تبلغ من العمر حاليا 26 عاما، كان زميل الفصل في المرحلة الثانوية هو كل حياتها، شابة على مشارف الأنوثة في الـ17 عاما من عمرها تذوقت الحب لأول مرة على يد هذا الصبي  الذي يشاركها المدرسة وكل أمور الحياة الأخرى.

مواعيد الدروس الخصوصية كانت لا تتم سوى بتنسيق ثنائي بينهما، لتكون اللقاءات في المدرسة والدرس، وحتى الأصدقاء مشتركين كي يصبح الخروج سويا أسهل عندما تقنع سارة أهلها بذلك، "طبعا الخروجة دي في النادي، أو المول بالكتير، مكانتش الكافيهات منتشرة أوي كدة"، وتروي مواقف التأثر بالحب حينها، "أحلى لقطة بقى لما يديني الجاكت بتاعه أشيله، وأنا أسرح فيه بقى وعيني تطلع قلوب من كتر الحب، واشم ريحته تفاصيل بجد مش هتيجي بعد الحب الأول".

رغم ذلك كانت هناك تفاصيل أخرى طفولية باعثة على المشاكل، "في حاجات مش قادرة انساها زي ما اتخانقنا عشان ولد في الدرس قالي هاتي الكشكول بتاعك، وقرر يسيبني وأنا عياط 3 أيام متواصلة، ومقتنعة أن ده الحب، بس كان تفكير طفولي جدا مني ومنه".

انتهت قصة الحب الأول في حياة سارة بالتحاق كلا منهما بجامعة مختلفة، "بقى صعب علينا نشوف بعض فقولتله خلاص نبعد ببساطة كدة، وأنا دلوقتي مخطوبة وهو متجوز زميلتنا في المدرسة، بس عادي مش فارق معايا".

اقرأ أيضا: الحب في «الزمن الجميل».. حكايات تروى بعد 50 عاما 

سلمى: أول مرة أحب كان عمري 20

بدأت سلمى طارق حياتها العملية باكرا، وهي دون الـ18 عاما فاكتسبت خبرات حياتية في مجال العمل، وكانت تصد أي محاولات للارتباط، حتى أتمت عامها الـ20، "عرفته في الشغل وأنا كنت بدرس تجارة إنجليش، فعلا حب من أول نظرة، شفته قلت هو ده خلاص"، دام الارتباط 4 سنوات متتالية، تخللها مشاجرات وخلافات وبعد لفترات قصيرة تنتهي سريعا لتعود الحياة لمجراها سريعا.

طول فترة الارتباط أوجدت لدى سارة حالة من الاقتناع التام بأن هذا الحبيب الأول هو الأخير، "لكني كنت غلطانة، غلطت لما تخيلت أن الحب بيجي مرة واحدة، ومع شخص واحد، حتى نظرتي له أول مرة أن هو ده اتغيرت"، كانا يمران بخلافات وتتجاوزها سارة طمعا في العيش مع الحبيب الأول صاحب أكبر كم من "الحاجات الحلوة اللي بتتعاش أول مرة"، لكن الضغط ولد انفجار بعد ذلك.

"الحب الأول زي الأخير مفيش فرق، إحنا بنوهم نفسنا بس، لكن لو في خلافات خلاص مينفعش نفضل ماسكين في خيط دايب اسمه الحب الأول"، ظنت أن السنوات الأربع ستشفع لهما الخلافات، إلا أن مسافة القرب وطول المدة جعلها تتعرف إلى حبها هذا بشكل أكثر نضجا، وأيقنت أنه لا يصلح لها شريك حياة ليس لعيبا فيه، وإنما اختلافات، "سبنا بعض من سنتين، طبعا تعبت جدا وقتها، ولكني اتعودت، ودلوقتي بقول أنا أحسن حتى لو مش مرتبطة، لكن ربنا عوضني بأسرتي، وواثقة أن الشخص الصح هيجي في وقته المناسب".

اقرأ أيضا: سناء جميل ولويس جريس.. قصة حب هزمت "الجمود" 

سبب لجوء الفتيات للحب في فترة المراهقة

الدكتور عمرو عادل، استشاري الطب النفسي والخبير الأسري، يقول إن الحب الأول هو حب الرغبة عند الشخص وليس الحب الحقيقي، والفتيات في فترة المراهقة تبحثن عادة عن الحب بسبب غياب الدفء والحب والاحتواء في البيت، وكذلك رغبة الفتاة في أن تكون محور الكون، "يعني هي في وسط أسرة أب وأم وأخوات، الأب والأم اهتمامهم متوزع بينها وبين أخواتها لكنها تريد أن تشعر بالاهتمام بها وحدها من شخص واحد".

وأضاف لـ"هن"، "وده بيؤدي إلى أن البنت تتعلق بأي شخص، تسميه الفارس الخيالي اللي جاي ليها وحدها".

ما هو وهم الحب الأول؟

يفصل دكتور عادل معنى الحب الأول، ولماذا هو وهم في حياة الكثيرين، "البنت بتبقى راسمة صورة عن فتى الأحلام، بطريقة لا شعورية عن طريق القصص اللي بتشوفها والميديا والمسلسلات وغير ذلك، فبتتخيل أن فتى الأحلام الفارس اللي هياخدها على حصان أبيض"، لذلك تعيش الفتاة في حالة انفصال عن الواقع الذي تعيشه، ويصبح الحب الأول مؤثرا بشكل كبير.

ويضيف، "لأن الحب ده صادف قلب خالي من أي تجارب، ولأن أول حاجة من كل حاجة حلوة، فلما أول تجربة تتحرك في قلب مالوش أي تجارب، مع الجنس الآخر ومجربتش مشاكل ولا ضغوط ولا اختلافات ولا خيانة، ده بيؤدي لتأثير نفسي كبير للحب ده عليها".

أوضح الاستشاري النفسي، أن الحب الأول حالة تعلق أكثر منه حب، "بتاخد منه مصلحة (الرغبة) في وقت معين وبتنتهي، عشان كدة هو عرض مش مرض، والبنات بتفهم ده لما العلاقة بتخلص"، لأنه ليس ليس كل تعلق حب، ولكن كل حب وراه تعلق، ومرحلة الحب الأول هي مرحلة تعلق بالطرف الآخر، وكل هذا يتلاشى بعد سنوات، ومرحلة المراهقة هي أسهل المراحل التي تنسى بعدها الفتاة وإنما العمر المتقدم في العشرينيات على سبيل تأخذ وقتا أطول، "لأنه خيال متعلق بالأغاني والخيال ده بيأثر فيها ولا يمت للواقع بصلة".

اقرأ أيضا: "حسام" يبحث عن فتاة إسبانية حبه الأول بالجوابات: "بدور عليها من ورا مراتي" 

الفرق بين الحب الأول وشريك الحياة.. ليس كل من يصلح للحب يصلح للزواج

يوضح دكتور عمرو عادل، الفرق بين الحب الأول وشريك الحياة، وهو أن الفتاة تشعر مع الحب الأول بأن مجرد وجوده بحصانه الأبيض كاف، بينما هاتف محمول أو أي هدية مادية على أرض الواقع من شريك الحياة أفضل، موضحا أن شريك الحياة هو الواقع، والحب الأول هو الوهم الذي ترغب الفتاة في أن تعيشه، وهي حالة انفصال عن الواقع.

وقال إن الحب مشاعر تزيد وتنقص كالإيمان، مضيفا: "إنما الزواج أو الارتباط طبائع فاحنا بنحب بطباعنا مش بمشاعرنا، ده الفرق بين الحب والطبائع الحب الأول حب خيالي، البنات لو تخيلوا العصبية والطباع الوحشة في الجواز هيكروهوا الوهم ده، وده التشويش المطلوب على الحب الأول".