توحدت صفوفهم على المحبة والتقارب، حتى ذابت بينهم جميع الفروق، وانتصرت العلاقات الإنسانية التي جمعتهم تحت سقف واحد، ونتج عنها أجيال تحمل الانتماء والولاء للوطنين، انهزم أمامهم التعصب وانهارت العنصرية.

جمعتهما الصدفة خارج وطنهما، لتبدأ حكاية واحدة من "أسعد الزيجات"، كما تصفها "مها حفظ الرحمن"، ابنة موريتانيا، التي التقت زوجها المصري إسلام سمير في الإمارات، لتنشأ بينهما مشاعر محبة، توجت بالزواج، رغم صعوبة الأمر بالنسبة للسيدة، التي ترفض عادات وتقاليد أهلها وبلدها الارتباط بمن هو غريب عن وطنها، لكنها أصرت بعدما وجدت فيمن أحبته "زوجاً مناسباً وأباً جيداً لأطفالها".

لم يكن "إسلام" فقط على مستوى توقعات "مها"، لكن أهله أيضاً "محترمين وكرماء وبيخلقوا جو من الألفة"، ما جعل السنوات الـ6، التي قضتها معهم منذ الزواج حتى الآن، "سعادة في سعادة".

"حماتي بتعاملني كأني ابنتها، وشقيقات زوجي يعاملونني كأخت لهم، ويُفْرِطون في حسن المعاملة، حتى لا أشعر بالاغتراب عن أهلي ووطني، وزوجي أيضاً يحرص على أن أسافر إلى موريتانيا بين الحين والآخر، ليتعرف طفلانا على أهلهما هناك، ويعرفا عاداتنا وتقاليدنا"، هكذا قالت "مها".

وتضيف "إسلام يحب أن أحكي له عن ثقافة بلدي وعاداتها وأوجه التشابه بين موريتانيا ومصر دون ملل، بل يطلب مني أن أطيل الحديث ليستمتع بتفاصيل أكثر، ويحترم جميع طقوسي، وأنا أبادله ذات المشاعر، هو بينبسط جداً لما بحكي له عن بلدي وعايز يعرف أكتر، وأنا كمان بحب أعرف أكتر عن مصر".

تحكي أن التوافق الشديد بينها وبين زوجها كان سر اكتمال العلاقة وتتويجها بالزواج، وإنجاب ملك، 5 سنوات، ومريم عامين ونصف، مضيفة "نتابع معًا مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تنظمها مصر، خاصة أن موريتانيا تشارك فيها لأول مرة في تاريخها".