رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

جحيم فتاتين مع أب بلا رحمة.. تبرأ منهما واستولى على تبرعات لعلاجهما

كتب: الوطن -

05:43 م | الثلاثاء 11 يونيو 2019

أب يتبرأ من علاج

ما زالت بعض التقاليد في القرى والنجوع تعتقد أن البنات ليس لهن الحق في أي شيء، فربما أنها عقول تسيطر عليها "أن المرأة تستحق الضرب وتستحق الإهانة".

وقعت فتاتان من محافظة البحيرة، ضحية والدهما الذي كان لا يرضي بما قسمه الله له من ولادة الفتيات ليكن كغيره من الرجال الذين يفضلون الصبيان عن الفتيات، ليكون حاملًا لاسمه بعد وفاته ويرث كل أمواله، ظنا منه أن إنجاب الفتيات يجلب العار.

لجأت "هند" و"سماح" ابنتي الأب الذي يعمل سائقًا على عربة لنقل الخضروات والفاكهة، لأحد المحامين ويدعى عمر جوهر، تطوع لمساعدتهما ولإنقاذهما من المعاناة اللاتي تعرضا لها من قبل والدهما.

ويقول "جوهر" لـ"هُن": اعتاد الأب على الزواج من واحدة تلو الآخرى، ظننًا منه أنه سيرزق بالصبي الذي يتمناه ويريده".

دخل الأب في صدمة شديدة فور علمه بإنجاب زوجته الأولى فتيات عكس ما كان يتمني: "حملت الأم في المرة الأولى في فتاة وهو الأمر الذي جعله يشعر بالضيق، وفي المرة الثانية كان يتوقع ولادة صبي ليتفاجأ بولادة فتاة آخرى، ليقرر الزوج الاستغناء عن الزوجة وتطليقها".

حاول الأب استغلال ابنتيه بعد بلوغهما السن القانوني من خلال تسريحهما في مزارع لجمع الخضراوات والفاكهة، للحصول على ما يتقاضاه من جراء عملهما، بحسب "جوهر".

"إصابات بالغة وكسور" تعرضت لها "هند" ذات الـ22 عامًا، إثر تعرضها لحادثة سير هي وشقيقتها الصغرى "سماح" صاحبة الـ17 عامًا، أثناء طريقهما لأداء عملهما، ليحاول الأهالي إنقاذهما في أحد المستشفيات الحكومية بمحافظة الإسكندرية.

حاولت إدارة المستشفى التواصل مع الأب لإبلاغه عن حالة الفتاتين، إلا أنه رفض مساعدتما، "معنديش بنات وخلفة البنات عار"، ليحاول الأهالي جمع تبرعات لإنقاذهن ودفع جزء من تكاليف عملية واحدة والتي وصلت لما يقرب من 40 ألف جنيه، وأخذ 200 ألف جنية تعويضًا من السائق الذي تسبب في الحادثة.

رغم إنكار الأب للفتاتين، إلا أنه استولى على الأموال المجمعة لإنقاذهما لإنفاقها على ملذاته الشخصية، إلى أن تواصل "جوهر" محامي الفتاتين  مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة التي استجابت وأمرت بتوفير الرعاية الطبي لهما.

ورغم من كون والد الفتاتين، لا يزال على قيد الحياة الإ أن هناك شخصًا من الأهالي تبرع لهما بمأوى لحمايتهما من أعين الناس.

حاولت الأخت الصغرى الإنفاق على نفسها وعلى شقيقتها المريضة، من خلال ارتداء النقاب والتواجد داخل إشارات المرور والمواقف العامة التي يكثر تواجد العامة بها لمحاولة الحصول على الأموال عن طريق "التسول"، وعندما اكتشف بعض الأهالي مصدر الرزق رفضوا مساعدتهما، فطرقا الفتاتان مركز أبو المطامير محافظة البحيرة، وفقا لحديث "جوهر".

وانتقلت الفتاتان إلى محافظة أخرى من أجل العمل والإنفاق على أنفسهما، وأقاما في منطقة برج العرب في الإسكندرية، واضطرت أحداهما للرضوخ لأول عرض زواج والذي لم يكن رسميًا.