رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"فرحة العيد بطعم المعاناة".. مرابطة لـ"الوطن": الاحتلال لم يمنع فرحتنا

كتب: يسرا محمود -

04:29 ص | الأربعاء 05 يونيو 2019

المرابطة الفلسطينية

تكبيرات نسائية قوية، تتجلى بوضوح في كل صلاة داخل أروقة المسجد الأقصى وخارجه طوال شهر رمضان، يتخطى صداها حواجز جنود الاحتلال، ترغب كل منهن في التضرع لله من أولى القبلتين، وسط أجواء روحانية، تخللها حفل إفطار جماعي ودعوات للاعتكاف أطلقتها مرابطة مقدسية تدعى "هنادي حلواني"، وذلك في ظل الهجوم على ساحات المسجد منذ أيام.

تفاصيل الفعاليات السلمية النسوية داخل الأقصى خلال رمضان، تسردها "هنادي" معلمة القرآن المستبعدة من دخول المسجد منذ 9 سنوات، لـ"الوطن"، قائلة إنها عقدت حفل إفطار جماعي مع أبنائها الأربع، ضم 150 فردا ليلة 27 رمضان، طهيت خلاله "مقلوبة" و"ورق عنب ملفوف"، رغم اعتقالها في اليوم السابق للاحتفال، والإفراج عنها قبل ساعات من آذان المغرب، متفاجئة بمحتويات شقتها المبعثرة والأغراض المهترئة بيد الاحتلال نفسه الذي سجنتها، إلا أنها أصرت على الحفاظ على التقليد السنوي الذي دشنته منذ 2015.

عقب الانتهاء من الإفطار، ختمت النساء قراءة القرآن الكريم، وتعالت أصواتهن بالدعاء والتكبيرات، وتروي المعلمة المقدسية أنها أعطت إجازة قرآنية لشابة أمام المسجد الأقصى، وسط مئات الدعوات والمباركات من المصليات، لتتابع المعلمة الفلسطينية، أنها دعت زملائها وجيرانها والمرابطات بالمسجد الأقصى إلى الاعتكاف فيه، وعدم تركه إلى الجنود الإسرائليين، "ومن كثرة أنشطتي سماني الاحتلال المرأة الأخطر في القدس، كما أنني اعتقلت 26 مرة، وحُكم علي بـ3 مرات عزل انفرادي، ومرتين وضعت سجون عادية، وأُجري معي أكتر من 70 تحقيق، وتعرض منزلي الاقتحام 7 مرات".

في 28 رمضان، زاد بطش الاحتلال وتجاوز، بالاعتداء على الساحات الأقصى ظُهر ذلك اليوم، والتعدي على المعتكفات بالضرب والسب، فضلا عن إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما تسبب في حالات اختناق وإصابات، فضلا عن حرق بعض الأجزاء بالمسجد، إلى أن تدخل عمال وزارة الأوقاف الفلسطينية، وأخرجوا المصلين والمعتكفين من الداخل، حيث تحكي "حلواني" أن قوات الاحتلال منعت حركة المارة والمواصلات في الشوارع المحيطة بالقدس في اليوم ذاته، من الساعة الـ3 عصرًا حتى الـ9 مساءً، لتأمين مسيرات المستوطين الإسرائيليين المعربدين للاحتفال بعيد توحيد أورشليم، "تضرر أصحاب المحلات من وقف حالهم، لأنهم يسترزقون خلال هذه الأيام الموسمية، ليتمكنوا من سد الضرائب الباهظة".

كل الإجراءات التعسفية من الاحتلال، لم تؤثر على المعتكفين والمعتكفات، ليتميز المسجد هذا العام بخيمتين للأطفال الصغار، تسع الواحد منها لطفلين فقط، دشنهما شاب ثلاثيني يسمى "إبراهيم خليل"، والذي اضطر للاعتكاف في الساحات بعد منعه من دخول المسجد، مقررا المرابطة حول الساحات، بثلاث خيمات، أحدهما له، والبقية لأبناء المصليات.

وكعادتها، تستعد الأم الفلسطينية للاحتفال بعيد الفطر المبارك، بارتداء أبنائها الثياب الجديدة، وحضور بهجة اليوم داخل المسجد، الذي يُوزع فيه الكعك والفلافل و"خبز بسمسم"، حيث تنتظر أولادها وزوجها المسموح لهم بدخول المسجد وراء الأبواب، حتى أنها لا تستطيع شراء الحلوى والبلالين مع نجلها الصغير حمزة من داخل بوابات المسجد، "حتى أبسط الأشياء يمنعني منها الاحتلال"، مقررة اختتام الصلاة بهتافات حماسية ضد الاحتلال في وجوههم مثل نشيد "في سبيل الله قمنا"، لنستمر في مقاومتنا حتى نتنصر ولو بعد حين.