رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فتيات يروين معاناتهن مع "قطر الجواز وسنينه".. إحداهن أُجبرت على الزواج من مسن

كتب: غادة شعبان -

07:56 م | السبت 27 أبريل 2019

فتيات يروين معاناتهن مع

"هنفرح بيكي إمتى.. بقيتي عانس.. فاتك القطر.. اتجوزي أي حد وخلاص.. ضل راجل ولا ضل حيطة" عبارات تطرق على أذهان فتياتِ عدة لم يحالفهن الحظ في الزواج خلال فترة العشرينيات، وحينما تنتقل الفتاة إلى مرحلة الثلاثينات ينظر لها البعض على أنها أصبحت تحمل لقب "عانس"، رغم تمتع معظمهن بقدر كبير من الجمال والأخلاق والمؤهل العالي، إلا أنها لم تتزوج بعد برغم تقدم كثيرين لخطبتها، في ظل الوقت الذي كون فيه غيرها من الفتيات حياة أسرية.

فتيات كثيرات تقعن ضحية لنظرات المجتمع وانتقاداته لكونهن ما زلن آنسات ولم يحصلن على لقب "متزوجات"، فيتعرضن لكثير من الضغوطات من قبل أسرهن والمحيطين بهن كأنهن ارتكبن إثمًا وجلبن لمن حولهن وصمات العار.

تواصل "هُن" مع عدد من الفتيات اللاتي تخطين عام الثلاثين وهن ما زلن آنسات لم يسبق لهن الزواج رغم كبر سنهن.

"نيرة" حاولت الانتحار خوفًا من انتقادات المجتمع

لم تسلم" نيرة.ف" صاحبة الـ33 عامًا من أعين وألسنة من حولها لكونها ما زالت آنسة لم يسبق لها الزواج مطلقين عليها لقب "عانس"، ذلك اللقب الذي أصبح رفيقًا لها أينما سارت، بالرغم من مكانتها العلمية المرموقة، فهي تعمل طبيبة بشرية، داخل محافظتها "المنوفية"، تقدم لخطبتها الكثير والكثير ولكن لم تكن تجد فيهم المواصفات التي تتناسب معها، وذكرت: "بقيت بسمع من أقرب الناس ليا انتي هتفضلي كدة كثير ما تقبلي أى حد وخلاص هتفضلي تبني أحلام وأوهام لإمتى، اللي زيك متجوزين ومخلفين وعندهم أسرة، وده خلاني أفكر في الانتحار أكثر من مرة مش بإيدي إني لسه متجوزتش علشان يطلقوا عليا اللقب ده".

"سمر" أجبرتها أسرتها على الزواج من ستيني خوفًا من لقب عانس

"ضل راجل ولا ضل حيطة" مثل شعبي قديم يتداوله الكثيرون لمحاولة إقناع الفتاة على تقبل وضع ما حتى لا تصبح عُرضة للانتقادات التي تطرأ عليها وتضعها في بؤرة ما، معللين وجود الرجل بأي وضع هو عليه كالمنقذ للمرأة وكأنه القوة والسند، وذكرت "سمر.ح" صاحبة الـ31 عامًا وتعمل في إحدى الشركات بأن عائلتها أرغمتها على الزواج من رجل عجوز في الستينيات من عمره أرمل ولديه أبناء، لمجرد حصولها على لقب متزوجة، وقام زوجها بجعلها تترك عملها وتتفرغ لأمور المنزل وتربية أولاده، إلا أن زواجها لم يدم كثيرًا حتى توفي زوجها بعد أشهر من الزواج وأصبحت أرملة في سن صغير ومسؤولة عن تربية أطفاله، وعادت إلى أسرتها خائبة الأمل.

نهى انتظرت حُب العمر حتى فاتها قطر الزواج

ارتبطت"سارة.م"، صاحبة الـ32 عامًا، عاطفيًا بزميل لها خلال فترة دراستها الجامعية بكلية الطب قرابة الـ7 أعوام، حيث اتفقا على الزواج فور انتهاء الدراسة وقدرته على التقدم لخطبتها حتى يكون جديرًا بها، وهو الأمر الذي جعلها ترفض كل الذين يتقدمون لخطبتها على مر السنوات، حتى لا تخلف عهدها مع حبيبها، حتى آن وقت تخرجهما، لتكون بداية خطواتهم نحو تقدم علاقتهم للأمام، وكانت سارة معه خطوة بخطوة تساعده على تخطي العقبات والأزمات، حتى حان لحظة دخوله الجيش لأداء الخدمة، وذكرت: "فضلت معاه سنين عمري من أول ما دخلنا الجامعة وإحنا مبنفارقش بعض، حتى لما دخل الجيش اتحججت بإني عايزة أكمل دراسات عليا علشان أفضل مستنياه وكل ده بيضيع من عمري، وأول ما خرج من الجيش كنت بدأت أدخل في الثلاثين، وقتها والدته قالت له هتاخد واحد سنها كبير واحتمال كبير ماتقدرش تخلف ورفضت الجواز وهو تخلى عني، من وقتها وأنا مبقتش قادرة أدخل في علاقة ثانية فقدت الثقة في اللى حواليا".

استشارية نفسية تحلل الوضع وتنصح الفتيات

ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للعلاقات الأسرية، أن للأم دورا إيجابيا مع ابنتها حتى لا تفقد الثقة بنفسها وألا تكون عنصراً سلبياً يدفعها للإقدام على أي زيجة لمجرد إرضاء الآخرين وتترك لقب "عانس"، كما يقع على المجتمع عبء تغيير النظرة التى ينظر بها للمرأة التى تأخرت عن الزواج ويجب أن تكون مكانتها ولو لم يرزقها الله بزوج صالح مصانة ولا ينقص من قدرها، وأن سن الثلاثين أصبح سن الزواج في الوقت المعاصر، نظرًا للحالات الاقتصادية وتدني مساوى الدخل فما يقع على الفتاة يقع على الرجل أيضًا فكلاهما يكبران ويتقدما في العمر سويًا ليس واحدًا دون الآخر.

ونصحت "حماد" الفتيات بعدة نصائح لتجنب نظرات الناس والمجتمع، من خلال أن تكون  الفتاة  واقعية فى تفكيرها وألا تترك نفسها فريسة لكلام الناس ونظرات المجتمع وباستطاعتها ممارسة حياتها بشكل طبيعى، فالظروف تغيرت والمعايير اختلفت ولا تزال الحياة مفتوحة أمامها تساعدها فى تحقيق طموحها وأهدافها بدلا من حالة "العنوسة" التى يريد المجتمع أن يضعها فيها، وأن تكن على قدر كبير من الثقة في ذاتها.