رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الشيخة حسينة" ثمانينية تحفظ الأطفال القرآن: "قريت 6 أجزاء كل يوم لمدة 60 سنة"

كتب: صالح رمضان -

10:56 ص | السبت 30 مارس 2019

الشيخة حسينة

"عشت حياتي أقرأ 6 أجزاء من القرآن الكريم يوميا حتى لا أنساه، وحفظت الأطفال في قريتي القرآن لأكثر من 40 سنة" تؤكد الشيخة حسينة أحمد محمدين عبدالفتاح الربعي، ابنة قرية كفر عبدالمؤمن بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية.

تقول السيدة الثمانينية: "حفظت القرآن عن شيخي أحمد الدمهوجي وأنا عمري 10 سنوات، وجودته رغم فقد بصري، وأوصاني قبل وفاته: يا بنتي لا تنسي القرآن وافتحي المكتب".

بصوت ندي تتلو "حسينة" القرآن الكريم دون أخطاء، تحافظ على قراءتها كي تكون سليمة، كما حفتها من شيخها منذ 60 عاما، يجلس بجوارها عددا محدودا من أطفال العائلة، يترددون عليها لتصلح لهم قراءتهم، وما أن يتنهي أحدهم من قراءته حتى تنادي على من بعده وكأنها تراه.

"حفظ القرآن الكريم على يدي أكثر من 50 فردا من أبناء القرية" تتذكر "الشيخة حسينة" كيف كان أهالي القرية يواظبون علي تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم على يديها، وكان يدفع لها الواحد صاغ "قرش" واحد في الأسبوع، تحفظهم القرآن ومخارج الحروف.

تتحسر "الشيخة حسينة" على ما آلت إليه الأحوال في السنوات الأخيرة: "هجروا المكاتب وتوجهوا للحضانات، مع أن القرآن هو الأساس ويفتح نبوغ الأطفال".

تعيش "الشيخة حسينة" في بيت واحد مع شقيقها الأكبر "محمد"، الذي يتولى جميع شؤونها، ورغم أن كثيرين تقدموا للزواج منها في شبابها إلا إنها رفضت الزواج حتى لا تنشغل عن ترديد القرآن، لأن شيخها حذرها "القرآن مثل الهواء لو سيبتيه هايطير منك، وأنا حافظت على وصيته وأختم قراءة القرآن مرة كل 5 أيام، فأنا أقرأ كل يوم 6 أجزاء.. أنام الساعة 10 مساء وأستيقظ الساعة الواحدة صباحا، وأقرأ القرآن حتى الفجر، ونصليه أنا وأخويا، وأنام بعد الفجر حتى الساعة 8 صباحا، وأقرأ جزئيين قبل الظهر، وجزئيين بعد العصر".

"كنت مبصرة وعيوني خضراء حسبما قالت لي أمي، ولكني وأنا صغيرة دخلت في نوبة بكاء، ونمت في الفراش 3 شهور، وكان الجهل منتشر وقتها، ونقلوني لشيخ، ولم أذهب لدكتور، وعشت حياتي كفيفة"، تتذكر السيدة الثمانينية كيف أصيب بالعمى، لافتة لقسوة جدتها عليها بعد وفاة والدها: "جدتي كان تغلق الباب عليا حتى لا آكل، وكانت تعطي لي رغيف وشوية ملح"، وعرف بهذا القسوة بعض الجيران، "كانت سيدة تمر علي تأخذ مني الملح وتعطيني ترمس، وقبل وفاتها طلبت مني أن أسامحها، علي ما فعلته في، فرفضت، وكنت أعيش مع أمي وأخواتي، وبعدها حافظت علي حفظ القرآن، وخلصته وجودته".

مشوارها في تحفيظ القرآن الكريم، بدأ وهي في عمر الـ20، "عندما توفي الشيخ فتحت مكتب خاص بي واستمريت في المكتب حتى أصبح عمري 60 سنة، لكن الأطفال توجهوا إلى الحضانات وتركوا حفظ القرآن في المكتب، وكان الأزهر يأخذون الأطفال ويدخلون بهم مسابقات حفظ القرآن، وكنت أحصل على مكافآت لتحفظيهم، وكانت مكافأتي في حدود 10 جنيهات".

تتمنى "الشيخة حسينة" أن تقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي: "نفسي أسلم عليه بس وأكلمه، وأدعي له، وأطلب منه يزود معاشي، لأنه 300 جنيه فقط، وطلباتي وعلاجي كتير، كما تتنمني أن تحج قبل وفاتها على أن يرافقها شقيقها محمد في هذه الرحلة، لأنها فازت من قبل برحلة عمرة في مسابقة للقرآن الكريم، ولما رفضوا أن يصاحبها شقيقها رفضت الخروج بمفردها".