تتغنى بضعفها الذي يضعها في خانة الضحية دائمًا، تزيد الكلمات الممزوجة بالألحان الشجية آلامها، ويضغط على جرحها النازف بقوة، ولكن كل ذلك أصبح من الماضي بعدما اتجه عدد كبير من المطربات في الفترة الأخيرة لتقديم أغاني تدعم وتساند المرأة وتمنحها القوة في التحديات التي تواجهها مؤخرا، مبتعدات عن الأعمال التي تتغنى بضعف المرأة أمام الحب والهجر والطلاق.

كارول سماحة

من أبرز المطربات اللاتي انتهجن هذا الاتجاه منذ فترة طويلة، وعززت ذلك بطرح أحدث أغانيها "المطلقة"، التي توصف فيها مشاعر المرأة المطلقة، وما يحدث ضدها من وصم مجتمعي، وحققت الأغنية ردود أفعال إيجابية منذ الساعات الأولى لطرحها حيث حققت مشاهدات وصلت لـ 90 ألف مشاهدة.

ولم تكن تلك الأغنية الأولى التي تقدمها "سماحة" لدعم السيدات، حيث كان لها باع طويل في هذا الاتجاه، من بينها "ما بخاف"، "حدودي السما"، "خليك بحالك"، و"مبروك لقلبي"، وقال جيل الغبري مخرج الكليب، في تصريحات صحفية: "رأينا في كارول المرأة التي تدوس على القمع وتظهر قوتها وتنتصر على الرجل".

 إليسا

قدمت الفنانة اللبنانية إليسا عدد كبير من الأعمال التي كانت بمثابة رسائل هامة للسيدات، بدأتها مع الأغنية المصورة "يا مرايتي"، عام 2015، والتي تطرقت من خلالها لقضية العنف ضد المرأة والآثار النفسية والاجتماعية المترتبة علية، لتوجه رسالة للسيدات بضرورة رفض تلك المعاملة التي تصل للموت في بعض الأحيان، ووصلت مشاهدات الأغنية إلى 18 مليون مشاهدة على يوتيوب.

وعلى هذا النمط قدمت إليسا عددًا من الأعمال الأخرى منها "أنا نفسي"، و"من غير مناسبة"، ومن واقع معاناتها مع مرض سرطان الثدي قدمت أغنية مصورة بعنوان "إلى كل اللي بيحبوني"، تروى خلالها رحلتها مع علاج المرض، والتي كانت بمثابة رسالة أمل لكل مريضات السرطان، وتشجيعهم على الكشف المبكر عن المرض، وكتبت في نهاية الأغنية: "أنا تعافيت.. وقاومت المرض وغلبته، الكشف المبكر لسرطان قادر على إنقاذ حياتك، لا تهمليه.. واجهيه.. افعلي ذلك، مش كرمالك، كرمال كل اللي بيحبوكي".

 سمية الخشاب

وتعتبر الفنانة سمية الخشاب، من أحدث المطربات اللاتي انضممن لتلك القائمة، حيث طرحت منذ أيام أغنية بعنوان "بستقوى"، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تحارب من خلالها العنف ضد المرأة، في إطار درامي في الفيديو المصور للأغنية، التي حققت 2 مليون مشاهدة عبر قناتها على "يوتيوب"، بعد أسبوع من طرحها.

وقالت "سمية" في حوار سابق لـ "الوطن": "راودتني الفكرة من وقائع حياتية شهدت تعنيفاً للمرأة، منها تعرض زوجات لاعتداءات على أيدي أزواجهن، ما يدفع بعضهن لإقامة دعاوى طلاق بسبب سوء المعاملة، أوجه الأغنية لكل رجل يستقوى بعضلاته على المرأة، لأنه لا يجوز اعتداؤه عليها استغلالاً لفارق القوة الجسدية بينهما، اتصلت بالشاعر هشام صادق وطالبته بكتابة أغنية تناهض العنف ضد المرأة، لكونها ظاهرة منتشرة".