كتب: إسراء جودة -
05:58 م | الجمعة 22 مارس 2019
ليس حجابا.. إنه غطاء للرأس، ظهرت به نساء نيوزيلاندا خلال مراسم الجنازة التي أقيمت في أول جمعة أعقبت حادث الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش"، والذي راح ضحيته 50 شهيدا وعشرات المصابين في هجوم أقل ما وصف به أنه "بشع" منافٍ لكل معايير الإنسانية يمثل كل أنواع التطرف والشطط.
الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية والمحلية في نيوزيلندا، لصلاة الجمعة والتي حضرتها حشود نسائية ضخمة، كشفت عن التعاطف المتنامي من قبل النيوزيلنديات مع المسلمين، إذ استخدمت كل سيدة قطعة القماش المتاحة في دولابها لتغطية رأسها وتقديم مشاعر الاحترام والتقديس لشكل المسلمين والمسلمات خلال الصلاة، إذ التزمن قدر الإمكان الملابس المحتشمة، التي تغطي الركبتين ولا تكشف عن الذراعين ولا الصدر، وعمدت أغلبهن إلى جمع خصلات الشعر وتغطيتها بحيث لا يظهر منها إلا القليل، وذلك باستخدام "اسكارفات" و"الأوشحة" و"رابطات عنق" تضامنًا مع ذوي الضحايا والمصابين بالهجوم الإرهابي.
الفكرة التي أطلقتها طبيبة من أوكلاند وتحولت لحملة منظمة تشجع النساء على ارتداء الحجاب يوم الجمعة، تحت عنوان "حجاب من أجل التناغم"، كرمز للتضامن ودعم الجالية المسلمة في البلاد، وفقًا لـ"روسيا اليوم"، وتحوَّلت أيضا إلى نهج ميز الجمعة الأولى بعد الحادث، وأعطت رسائل صامتة ومباشرة لرفض التطرف وأن الأديان كلها تقف في مواجهة هذا الإرهاب لم يقتصر ارتداء النساء للحجاب وغطاء الرأس في هذا اليوم على حضور الصلاة فحسب، زاد إلى التقاط الصور مع الأطفال ومع بعضهن البعض ونشرها عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، في إشارة إلى الفخر بالمشاركة في الفعالية الإنسانية، ورسالة تضامن تنقلها حساباتهن الشخصية تؤكد الرسالة السابقة "نحن ضد الإرهاب.. مع حرية الأديان".
وكان إرهابي أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، شنَّ يوم الجمعة الماضي، هجموما وحشيا مسلحا على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، وبث منفذ الهجوم مقطعًا مباشرًا صادمًا عبر تقنية "لايف فيسبوك"، وثق فيه عملية قتله للمصلين بإطلاق النار عليهم مباشرة، من بدايتها إلى نهايتها، سجله بواسطة كاميرا "جو برو" تم تثبيتها على جسمه.
وتمكنت السلطات النيوزيلندية من توقيف الإرهابي، الذي نفذ هذه المجزرة الدموية، ومثُل أمام المحكمة السبت الماضي، ووجهت إليه تهمة القتل العمد.