رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إيمان" ضحية زواج القاصرات تروي معاناتها: "رفض يثبت نسب بنته وساومني على حقوقي"

كتب: آية المليجى -

02:43 م | الخميس 21 مارس 2019

كانت طفلة صغيرة لم يشغلها سوى اللهو مع قريناتها، والذهاب إلى مدرستها، فعمرها كان لم يتعدى الـ15 عامًا، حينما أعجب بها شاب كان يؤدي خدمته العسكرية بمدينة طنطا، حيث تعيش إيمان محمد، فقرر الزواج منها بعدما ينتهي من فترة التجنيد، بقلب طفلة لم ينضج عقلها فرحت لارتدائها الفستان الأبيض والجلوس في "الكوشة" مثلما رأت بنات قريتها اللاتي تزوجن قبلها. 

تركت "إيمان" تعليمها، فوقتها كانت طالبة بالصف الثاني الإعدادي، وأصبحت الخطيبة الصغيرة التي تجهز لمنزل الزوجية، عام كامل كانت فترة الخطوبة التي أعقبها الزواج، بعقد صورى لدى المأذون، فهي ما زالت تحت السن القانونية، التي لا تسمح بالزواج إلا بعد الـ18 عامًا، وضمانًا لحقوقها أخذ والدها إيصالات أمانة على العريس الشاب، وعلى والده أيضًا.

أقيم الزفاف وانتقلت العروس القاصر إلى منزل أهل زوجها، حيث أقيمت معهم، أيام قليلة وانتهت كل المظاهر الخداعة التي انجذبت وراءها الطفلة، فمعاملة قاسية بدأت تتلقاها من الزوج، الذي اتسم بالبخل الشديد والغيرة التي جعلته يعتدي عليها بالضرب المبرح لأسباب تافهة، قائلة: "لو مامسكتش إيده في الشارع ممكن يضربنى قدام الناس"، بحسب حديثها لـ"هن".

شهور قليلة وبدأت أعراض الحمل تظهر على الزوجة القاصر، فرحت الصغيرة بحملها وأملت أن تتبدل الأمور للأفضل، لكن الزوج ازداد في معاملته القاسية، لم يرحم ضعفها ولم يراعِ حرمة شهر رمضان الكريم حينما اعتدى عليها بالضرب المبرح أثناء مشاجرته معها، ازدادت مخاوف "إيمان" على حياة جنينها من اعتداءات زوجها المتكررة، فقررت الاستغاثة بأهلها.

عادت "إيمان" إلى منزل أسرتها من جديد، ومكثت لديهم حتى جاء موعد الولادة، لم تتلق طيلة هذه المدة سؤالًا واحدًا من زوجها، فاتصل به شقيقها وطلب منه المجىء لتسجيل المولودة باسمه، فشقيقته لم تمتلك عقد زواج موثق، لتتفاجيء الزوجة بالرفض خاصة بعدما طلبت الطلاق منه.

4 أشهر ظلت خلالها المولودة دون استخراج شهادة ميلاد تثبت نسبها، حتى قرر الزوج المساومة في الحصول على إيصالات الأمانة، والتنازل عن نصف قائمة المنقولات الزوجية، حتى يطلق سراح الزوجة ويسجل نسب ابنته، لترتضي الزوجة بهذا العرض. 

"فجأة لقيت نفسى أب وأم" هكذا عبرت "إيمان" عن معاناتها، وطفولتها التي حرمت منها "ماعرفش يعنى إيه طفولة، وماكنتش بخرج برا أوضتي"، لكنها حاولت مقاومة ظروفها، فقررت العودة إلى دراستها فالتحقت بالثانوي الفني، وعملت بإحدى المكتبات لتنفق على ابنتها الصغيرة: "بقيت بشتغل وبدرس وبربّي بنتي".  

لكن "إيمان" لم تسلم من ألسنة من حولها فهي ما زالت صغيرة، فعمرها لا يتجاوز الـ19 عاما، وفي نظر مجتمعها لا يجوز أن تجلس دون زواج، فتروي: "المطلقة دي جريمة بالنسبة لهم"، حاولت "إيمان" عدم الالتفات لهذا الحديث، لكنها أصبحت عاجزة أمام ضغط أسرتها، لتوافق على الخطبة من شاب آخر بعدما أدت صلاة الاستخارة التي أراحت قلبها بعد وعود قدمها إليها الشاب بشأن طفلتها: "قال لي مش هحرمك من بنتك وهتفضل عايشة معانا".