رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

"أمهات بديلات" وجدن في الأطفال الأيتام "الونس"

كتب: ندى نور - نور علي -

11:54 ص | الخميس 21 مارس 2019

أمهات بديلات

قررن الاستغناء عن أحلامهن من أجل تربية أطفال ليسوا من رحمهن، فتيات وسيدات وجدن في الأطفال الونس الحقيقي، اشتقن لمساع كلمة "ماما"، فلجأن للبديل، وربما رأيتن في أطفال الملاجئ الحاجة الماسة للحب والاحتواء، فأصبحن لهم أمهات بديلات.

تجسدت أحلام فاتن عادل، في رعاية أطفال أيتام، عمرها لم يتعد الـ29 ربيعًا، في جمعية "الأورمان"، لتتعلم منهما المعنى الحقيقي لكلمة أم.

تخرجت فاتن عادل، من كلية أداب قسم جغرافيا، لتقرر بعدها العمل كأم بديلة، وتقول: "دول أولادي هما أول حد قالي يا ماما"، بعيون مليئة بالفرحة كونها أما بديلة ودموع التاثر، فتروي أثناء حديثها لـ "الوطن": "مكنتش متوقعة اني اتعلق بيهم بالشكل ده إنك تبقى مسؤول عن أطفال أجمل إحساس ممكن واحدة تحسه وأنا لسه متجوزتش".

حاولت "فاتن"، التي بدأت رحلتها كأم بديلة منذ 8 سنوات في رعاية الأطفال الأيتام بالدار أن تصف مشاعرها تجاه أبنائها الذين عاشوًا في أحضانها تعلمت معنى الأمومة وخوف الأم على أبنائها: "اخترت تربية أطفال كبيرة علشان اعرف اتعامل معاهم ويبقى فيه تواصل بينا".

تخفى دموعها حين تذكرت جملة قالها لها أحد الأطفال بالدار: "هو احنا ليه معندناش ماما وبابا"، وكان ردها في محاولة منها التخفيف عنهم: "الرسول كان يتيم"، وكان ذلك يقلل شعورهم بالحزن.

توقعت الفتاة العشرينية أن مرحلة العمل في دار أيتام مؤقته ولم تستمر: "كنت فاكرة إنها هتبقى مرحلة مؤقته في حياتي ولكن اتعلقت بيهم جدا هما أولادي ومحتاجين لوجودي معاهم، علشان يتزرع جواهم الأمان اللي افتقدوا نتيجة شعورهم بالخوف من الوحدة".

"أجمل احساس أن الأطفال بتكبر قدام عيني مفيش حاجة في الدنيا ممكن تعوض الإحساس ده"، رفضت "فاتن"، قبول العديد من الوظائف حتى لا تترك أطفالها رغم علمهم أنها ليست والدتهم ولكنهم تعلقوا بها.

ارتسمت ضحكة على وجهها مليئة بالحب والحنان والعطف، فقالت: "لما طفل منهم بيتعب بحس إن قلبي بيوجعني أوي شعور غريب أوي صعب أوصفه".

كان لتربية الأطفال دورًا كبيرا في تغير تعاملاتها مع أشقائها فذكرت: "بقت فاهمة احتياجاتهم قبل ما بيتكلموا ببقي عارفة هما عايزين ايه أوقات بتلخبط في اسماء اخواتي مع أطفال الدار وكمان تعاملي مع أمي حسيت بقلقها وتعبها لما بقيت أم حسيت بكل مشاعر الأمومة".

سحر أشرف، سيدة في منتصف الأربعينات لم ينعم الله عليها بنعمة الإنجاب، لتقرر تبنى طفلة 8 سنوات لتكون السند لها بعد وفاة زوجها ووالدها، وتصبح لها أما بديلة، فعاشت معها في نفس المنزل.

تذكرت "سحر"، أثناء حديثها شعورها بعد وفاة زوجها: "حسيت إن خلاص الدنيا وقفت بقيت لوحدي لو موت محدش هيحس بيا"، فترددت كثيرا قبل قرارها بتبني طفلتها، 3 سنوات بعد وفاة زوجها تفكر في تبني طفلة، وكانت زيارتها لإحدى دور الأيتام ورؤية "شهد"، بداية تحول حياتها.

"هي دي بنتي"، كلمة قالتها بعد رؤية الطفلة "شهد"، صاحبة الـ8 سنوات، لتقرر تبني طفلتها، وتقول: "بنتي اللي مخلفتهاش حياتي من غيرها ملهاش معنى اتحرمت من نعمة الإنجاب بس ربنا عوضني بأجمل بنت في الدنيا مليت عليا حياتي كلها".

خلف باب متوسط الحجم جلست إيمان طارق، 25 عامًا، بصحبة أطفال لم تتجاوز أعمارهم الـ3 سنوات لتكون أم بديلة، تركت مدينة المنصورة للإقامة في القاهرة لتعمل على رعاية الأطفال الأيتام في دار "الأورمان": "حبيت أوي كلمة ماما منهم مبقتش عايزة اسمع غيرها"، بهذه الكلمات بدأت حديثها لـ "الوطن"، في محاولة منها وصف شعورها تجاه أطفالها، رغم عدم رغبتها في البداية العمل في دار أيتام.

كانت بداية عملها كأم بديلة لرغبتها في توفير فرصة عمل ولكن تحول الأمر معها إلى شغف لا ينتهى، حسيت إني مش هقدر اشتغل حاجة غير أم بديلة بعد أول بوسة من طفل في الدار، وقالي "إنتي ماما متزعليش مني أبدا ساعتها حسيت إني مستحيل أبعد عنهم لحظات وقف عندها الزمن".

مشاعر مختلفة تجسدت داخلها لتتغير حياتها: "لما بكون في البيت بفكر فيهم بسأل هما فين كأنهم معايا"، "ابنك بيعيط"، جملة اعتادت "إيمان"، على سماعها من والديها، "مش بعرف أنام وفي طفل صاحي أو تعبان الأولاد بقوا حتة مني".

يمثل عيد الأم للأطفال كما ذكرت من أجمل أيامها، "في اليوم ده كل طفل يكلمني يقولي كل سنة وإنتي طيبة يا أحلى أم". تحولت الدار إلى بيتها الثاني، بعدما تحملت المسؤولية وهى في ريعان شبابها.

 حرصت "إيمان"، على توجيه رسالة لوالدتها بمناسبة عيد الأم قائلة: "الأم بتتعب أوي صعب إنها تعرف تنام  وابنها بيعيط مفهمتش الكلام ده إلا لما شيلت مسؤولية رعاية أطفال هما كل حياتي".