أحضر عروسته من الكوافير واستقل سيارته، وقبل أن يتوجه نحو قاعة الزفاف، نزل عند الوحدة الصحية التابعة لمسقط رأسه بصان الحجر بمحافظة الشرقية، لإجراء تحليل فيروس سي، ضمن مبادرة 100 مليون صحة، للاطمئنان على صحتهما.

جلال علي، (نقاش)، قرر الاحتفال مع عروسه سُهيلة، بليلة حنتهم  على طريقته الخاصة، بعدما علم بانطلاق المرحلة الثالثة من الحملة في قريته، حيث أصر على المشاركة في فعاليات الحملة وتوعية المواطنين.

وسط زغاريد وزفة بلدي، دخلا العروسان إلى مقر الحملة، وأجرى الفحوصات اللازمة في بضع دقائق: "دخلنا بعربية الزفة والناس كلها كانت مبسوطة بينا".

يحكي العريس أن الوحدة الصحية كانت قربية من قسم الشرطة، ما دفع المأمور للنزول لتهنئتهم بنفسه وفتح الباب لهما للدخول بسيارة الزفة: "رحب بينا والكل كان بيشاركنا فرحتنا".

في تمام السادسة مساءً عقب آذان المغرب تحول محيط الحملة لحفل زفاف، التف حوله الجميع خاصة بعد أن أعلن العريس تشجيعه للحملة ودعوة أهل بلده للمشاركة، فٌضل الشاب الثلاثيني أن يذهب برفقة عروسته خاصة أنه كان منهك في تشطيب شقته وتجهيزها استعدادًا للزواج: "مكنتش فاضي خالص وقررت أروح أنا وعروستي".

فكرة جديدة حمست عدد كبير من الأهالي خاصة الشباب المُقبل على الزواج حتى تحولت لعادة داخل القرية: "عرفنا إنه فيه عرايس كمان ناويين يجيوا"، حسب الدكتور علاء عجايز، طبيب الوحدة الصحية، مؤكد أنه تفاجأ بالعروسين يدخلان لإجراء مسح الفيروس في لافتة نالت إعجاب الجميع.

يحكي أن الحملة فتحت أبوابها أمام المواطنين بداية الشهر الجاري ومستمرة حتى نهاية أبريل المقبل، وتستهدف 70 ألف مواطن داخل قرية صان الحجر والقرى المجاورة، تتضمن فريقين واحد ثابت وآخر متنقل يذهب لكبار السن وذوي القدرات الخاصة داخل بيتهم تسهيلًا عليهم: "احنا مهتمين بكل الناس وعملنا دعاية انتشرت في القرية كلها".