تقارير وإحصائيات متباينة، تحمل في طياتها أرقامًا "مفزعة" عن فائض الأطعمة في مصر، تدفع الشابة منة شاهين لإطلاق التطبيق الإلكتروني "التكية"، للاستفادة من الأغذية متبقية من الأسر والمؤسسات، لمساعدة المحتاجين في مصر، على الرغم من إقامتها في الإمارات.

عامًا كاملًا استغرقته "منة"، في تنفيذ "التكية"، الذي أطلقته منذ أيام، محاولة استغلال أطنان الوجبات المهدرة دون منفعة، حيث تتجاوز نسبة فائض الطعام لكل مصري الـ73 كيلو سنويا، على حد قولها، راوية لـ"الوطن"، أنها بحثت عن اسم تطبيق يتناسب مع الهدف من إطلاقه، حتى استقرت على "التكية"، الدال على عدة معاني، منها، المكان الذي يجتمع في الفقراء لتناول الطعام، كما أنه اُستخدم قديما لوصف المائدة كبيرة الممتدة، التي تسع عدد ضخم من الأشخاص، مؤكدة أن مبادرات وزارة الزراعة المصرية الهادفة لتقليل فائض الطعام، ألهمتها كثيرًا خلال تخطيطها لـ"التكية".

التطبيق يتضمن إعلان الأفراد أو المطاعم أو الفنادق عن فائض الأغذية مع إدخال تاريخ الصلاحية وظروف التخزين، ليستفاد منه في 3 محاور، ممثلين في بيعها للمستهلك العادي بأسعار رمزية تحددها الجهات المقدمة لتلك الوجبات، وتقديم الأطعمة مجانًا للجمعيات الخيرية، المسؤولة عن توزيعهم على الفئات الأكثر احتياجًا، "الفقير أولى بكل الأكل اللي بيترمي ده"، بالإضافة إلى استخدام الأغذية غير صالح للاستخدام الآدمي في "أغراض آخرى"، كالاعتماد عليها في تصنع أغذية الحيوانات، دون إلحاق ضرر بيهم. 

ساعات متواصلة تمضيها الصيدلية الشابة في متابعة عمل "التكية" والرد على الاستفسارت، التواصل مع العديد من المؤسسات الخيرية في محافظات مصر، للاشتراك في "تكية"، ومساعدتها من تحقيقها هدفها التنموي بالمجتمع، في ظل تواجدها في الإمارات للعمل، حتى تتمكن من النزول مجددًا إلى مصر في زيارتها الموسمية، للمباشرة مبادرتها على أرض الواقع، قائلة: "اتربيت أن العمل التطوعي واجب عليا اتجاه مجتمعي وبلدي اللي أتربيت فيها"، متابعة أنها تحلم بتوسيع المبادرة لتشمل الوطن العربي.

"التكية" ليست العمل التطوعي الأول الذي تبادر به "منة"، حيث أطلقت منذ أشهر مبادرة "شي ترافيل" الهادفة لتمكين المرأة المصرية، من خلال تقديم ورش عمل في كافة المجالات، لتطوير مهاراتهن، عازمة على الاستمرار في التدشين والمشاركات في العمل الخيري.