رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أمل" فتاة كفيفة من أصحاب العزم: "في الشغل مليش لازمة"

كتب: سهاد الخضري -

02:20 ص | السبت 26 يناير 2019

ارشيفية

ولدت في الظلام ولم يتسلل الضوء يوما إلى عينيها، ورغم إعاقتها منذ الصغر لم يقف ذلك أمام حلمها بأن تستكمل تعليمها مهما واجهها صعاب عدة، تخطتها وتمكنت بفضل الله وبمساعدة أسرتها أن تندمج مع المجتمع ورغم عملها كأخصائية اجتماعية في أحدى المدارس إلا أنها تشكو عدم معاونة زملائها لها وتجاهل رؤسائها لمقترحاتها في العمل وكأنها "دون فائدة"، على حد وصفها.

تقول أمل محمد إسماعيل، 29 عامًا، أخصائية مكتبات بإحدى المدارس في محافظة دمياط لـ"الوطن"، "ولدت كفيفة ولكن لم يقف ذلك حائلًا أمام مسيرتي التعليمية وبمساعدة أسرتي التي عملت على دمجي في المجتمع المحيط، تخرجت في كلية أداب قسم لغة عربية جامعة المنصورة.

وتتابع أمل قائلة "ربنا منحني هدية كبيرة ألا وهي أسرتي التي ظلت داعمًا لي في كل خطواتي"، مشيرة إلى أنها مرت بفترة صعبة أثناء استذكار دروسها في الكلية نظرًا لأن دراستها منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة كانت في مدارس المكفوفين بطريقة برايل أما في الجامعة فالدراسة كانت كتب مطبوعة وpdf للمبصرين، قائلة "كنت أعاني لتحويلها لطريقة برايل وأتمنى استكمال دراسات عليا ولكن لم أجد موضوع يستهويني علاوة على أنه كان من الصعب تحويل كتب الدراسات العليا لطريقة برايل بل ومكلفة جدًا لذلك قررت استكمال حياتي والعمل كأخصائي مكتبات في أحدى المدارس".

وتستطرد أمل قائلة "مؤخرًا قررت استكمال نصف ديني وارتبطت وشاركت في أحد المشروعات الاجتماعية لمساعدة زملائي من المكفوفين في دراسة الكمبيوتر بإحدى الجمعيات الخيرية وذلك على مدار 4 سنوات".

وتضيف أمل قائلة "لا يعجبني الناس اللي دائمًا شايفين الكفيف في زواية معينة والسخرية المستمرة منا"، متابعة في أحدى المرات طالبتني أحدهم ارتداء نظارة شمس كي أخفي عيناى نظرًا لكوني جميلة وكفيفة مما سبب لي أزمة نفسية مما نشاهده من إساءة لذوي الإعاقة كما أواجه كموظفة في التربية والتعليم صعوبات عدة لعل أبرزها في عملي يقتصر دوري على الذهاب والجلوس في مكتبي وفي آخر اليوم أعود لمنزلي وكان ليس لي لازمة فدائمًا ماترفض مقترحاتي بتنظيم ندوات توعوية ومازلت اتحمل هذا الوضع منذ 5 سنوات".

وتطالب أمل بتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع ذوي الإعاقة ومعرفة أن لدينا طاقة لابدَّ من استغلالها بشكل جيد وتوجيهها في الاتجاه الصحيح واستثمار مواهبنا متابعة لدينا مايزيد عن 3 ملايين كفيف، وفقا لآخر إحصائية عام 2005، على مستوى مصر علاوة على ضرورة توفير وظائف للمكفوفين ففي محافظات دمياط وبورسعيد تحديدًا لا توجد وظائف في القطاع الخاص مما يدفع البعض منا للسفر لمحافظات أخرى فضلًا عن عدم التعيين في الحكومة.

كما تدعو أمل إلى حسن معاملة ذوي الإعاقات وخصوصًا في البنوك التي ترفض إصدار فيزا كارت للمكفوفين في إحدى البنوك الكبرى التابعة للدولة وتحديدًا في محافظة دمياط بدعوى الحفاظ على حقي حتى لا يستغلني أحد أو يسرقني فمنذ عامين وأنا كعب داير على البنك المذكور لكوني عميله فيه.