لم تعد قضايا "الخلع" في المجتمع المصري محصورة في استحالة العشرة لأسباب متعلقة بالعنف الزوجي والاعتداء أو الأسباب المرتبطة بالظروف الاقتصادية، أو حتى القضايا الأسرية المستعصية، لكنها أصبحت تتم لأسباب أغرب وأصعب من ذلك تدل على عدم التفاهم أو التأني في اختيار شريك الحياة، وترصد "هن"، أغرب القضايا التي طرحناها على مدار الأسبوع الماضي:

- سيدة خمسينية «تخلع» شاب عشريني: «بيصحى متأخر ويقعد مع أصحابه على القهوة» 

بعد أقل من عام على الزواج، أقامت «نادية. م» صاحبة الـ59 عامًا، دعوى «خلع» ضد زوجها «أحمد. م» 27 عامًا، لاستحالة العشرة بينهما، بعدما واجهت مشكلات صعبة بسبب زواجهما.

خطبة لم تدم سوى نحو شهر ونصف، تروي «نادية»: «تعرفنا صدفة في أحد الفنادق الكبرى في شرم الشيخ.. كنت نزيلة هناك وهو كان بيشتغل مدرب غطس وطلعنا رحلة سوا مع بعض من صديقاتي واتعرفنا وبعد فترة انجذبنا لبعض وطلب يتجوزني استنينا شوية عملنا زي خطوبة بسيطة كدا عشان نتعرف أكتر على بعض وقعدنا حوالي شهر ونص وكتبنا الكتاب واتجوزنا.. وبعد ما الصيف خلص رجعنا الفيلا بتاعتي في القاهرة وبدأت المشاكل والنكد.. اتغير ومبقاش يقعد معايا وبيصحى متأخر من النوم ويخرج مع أصحابه».

رفض اجتماعي وأسري واجهته السيدة الخمسينية بسبب ارتباطها بزوج يصغرها بنحو 30 عامًا: «عندنا عقول غريبة في مصر مبتفهمش إن ممكن يكون في حب وارتباط للست في أي وقت وأي سن.. أنا ست حرة ومن حقي أتجوز أي وقت وأي حد أنا عايزاه محدش له عندي حاجة ولا حد بيصرف علي جنيه أنا اللي بدفع.. بعد عودتنا للقاهرة بدأ يروح بيت أهله ويطلب مني إنه يبات عند أمه كام يوم مكنتش برفض لأنهم أهله في النهاية لكن الموضوع زاد جدا وبقى يقعد مع أصحابه على القهوة وبدأ يطلب فلوس كتير عشان يقعد مع أصحابه على القهوة إضافة لزن أمه عايزاه يتجوز واحدة صغيرة فزهقت.. وأنا مش عايزة مشاكل».

قرار بالزواج اتخذته «نادية» دون تراجع عنه: «معنديش مشكلة أتجوز تاني وتالت وعاشر.. ايه اللي ينقصني ومبعملش حاجة حرام أتكسف منها ده حلال ربنا وشرعه.. أنا ست جميلة وراقية وعايزة استمتع بحياتي بجانب شريك حياة أي كان عمره المهم يريحني»، وعن أسرتها توضح: «بنتي عارفة إني اتجوزت ومعندهاش مشكلة أبدا ولا ده بيأثر على علاقتنا.. هي متجوزة وعايشة في كندا من سنين وبزورها وتزورني وعلاقتنا راقية جدا».

انتقاد حاد لما وصفته السيدة الخمسينية بـ«مجتمع شرقي ذكوري»: «الأجانب عندهم ده عادي يتجوزوا في أي سن وأي واحد تحبه أبيض أسود طخين رفيع أو صغير أو كبير شوفي الرئيس الفرنسي متجوز مدرسته وأكبر منه بقد ايه وبقى رئيس لازم نكون متحضرين.. المهم ينبسطوا ويعيشوا حياتهم كويس.. لكن هنا في مصر عندنا عقول غريبة ما بيفهموش الفرق.. عايزين يعملوا زي الهنود الست اللي جوزها يموت يحرقوها وراه يقتلوها.. طب ليه».

وتابعت:« ليه بيبصوا على الناس أنتو مالكم حد بيصرف عليّ أنا عندي أصحابي كتير متجوزين أصغر منهم وعايشين حلو ومبسوطين ورجالة كتير بيتجوزوا أصغر منهم بكتير جدا بس بالنسبة للناس عادي.. المهم الست تكون محافظة على رشاقتها وجمالها وروحها حلوة.. أنا حظي المرة دي مكانش قد كدا مش معني كدا هبطل أحب وموجودة في المحكمة أطلب الخلع زي أي زوجة عادية مفياش حاجة أتكسف منها.. أنا مبهتمش بالتخلف اللي زي ده المهم أنا أكون سعيدة في حياتي وأنا الحمدلله مبسوطة جدا».

- رامي يرفع دعوى طلاق:

«خدعتني ببالون المعدة وتخنت بعد الجواز» فبعد زواج أسفر عن إنجاب طفلة، أقام «رامي. م» يعمل مهندسا في إحدى الشركات الكبرى، دعوى «طلاق» ضد زوجته «مايا. س»، ربة منزل، اتهمها فيها بخداعه بعمليات التجميل، بعدما زاد وزنها بشدة بعد الزواج وخاصة الإنجاب وتحولت من 63 إلى 127 كليوجراما في أقل من 4 سنوات.

وذكر الزوج في دعواه، التي حملت رقم 2018/ 1854، أنه تعرف على زوجته وكانت جميلة جدا ورشيقة، لكنه فوجئ بعد أقل من 4 سنوات بزيادة وزنها بشكل مبالغ فيه وعلم بعدها بأنها كانت أجرت عملية «بالون المعدة» لتفقد وزنها الزائد، ما أثار استياءه الشديد، واعتبر أنه تعرض للخداع.

وأوضح الزوج، أنه لم يكن يعلم بزيادة وزن زوجته أو إجرائها أي عمليات تجميلية، لكنه فوجئ بزيادة وزنها بشكل كبير، وحينما واجهها برغبته في خفض وزنها أكدت له أنها أجرت عملية بالون في المعدة سابقًا وكان ذلك سبب فقدان وزنها، الأمر الذي تسبب له في صدمة كبيرة خاصة بعد أن تغيرت ملامح زوجته، حسب دعواه.

وأشار إلى أنها طالبته بسداد مبلغ يصل إلى 70 ألف، لإجراء جراحة للتجميل للتخلص من الوزن الزائد بسبب عدم قدرتها على الحمية الغذائية بشكل طبيعي، وهو ما أثار استياءه ورغب في الانفصال لكنها رفضت إبراءه من قائمة المنقولات والمؤخر، الأمر الذي اعتبره أنه تعرض لعملية احتيال وخداع.

- طبيبة أمراض نساء تقيم دعوى «خلع»: «جوزي بيزعل لما أنزل نباطشية بليل» 

فبعد زواج استمر نحو 8 أشهر فقط، ولم يسفر عن أطفال، لجأت الطبيبة «غادة. م» 28 عامًا لمحكمة الأسرة، لتقيم دعوى «خلع» حملت رقم 1495/2018 ضد زوجها الطبيب «محمد. ي»، بسبب استحالة العشرة بينهما، بعدما رفض مبيتها في المستشفى حيث تعمل بسبب التزامها بـ«النبطشيات الليلية».

قصة حب استمرت نحو عام من الخطبة، فتروي «غادة» طبيبة أمراض النساء لـ«هن»: «كنا نعرف بعض في الكلية وبعدها أنا اشتغلت في مستشفى وهو سافر برا مصر قعد فترة ورجع تاني وصدفة اتقابلنا في المستشفى وبدأت الصداقة تتطور معنا واتخطبنا وكانت حياتنا كويسة جدا ومتفاهمين إلا إنه كان دايما يعلق على تأخري في المستشفى وإني أوقات كنت باخد نبطشيات بالليل وأبات في المستشفى زي زمايلي لكن ده كان بيضايقه جدا وكان يقول إن بعد الجواز مفيش بيات بس كنت باخد الموضوع بهزار لأنه عارف إني بحب شغلي ونفسي أكمل دراسة وشغل».

مناورات حاولت عملها للتحايل على الزوج لاستكمال عملها قائلة: «حاولت معاه كتير من أول الجواز إنه دكتور وعارف ازاي بنشتغل لكن طبعه الصعيدي جواه رغم تعليمه وسفره.. بدأت الخناقات في كل مرة أبات فيها نبطشية في المستشفى وأتفاجئ بيه جاي يشوفني في نص الليل بعمل إيه وازاي».

وتابعت: «شكه فيّ كان بيضايقني ويحرجني قدام زملائي.. بالفعل دورت على إني أنقل صباحي فقط لكن ده نظام المستشفى وطبيعة شغلي كطبيبة نساء وولادة ومقدرش أسيبها عشان التعيين.. طوال الـ5 شهور كل أسبوع في اليومين المبيت بتوعي لازم خناقة ومشاكل لحد ما دلوقت خيرني هو أو شغلي وطبعا اختارت شغلي وسيبت البيت وطلبت الطلاق لكنه من 3 شهور سايبني في بيت أهلي ومبيسألش فيّ فقررت أخلعه».

- «نهال» تطلب «الخلع»:

«عنده السكر وغير قادر على المعاشرة الزوجية».. رفعت "نهال" 36 عامًا، دعوى "خلع" ضد زوجها "مجدي. م" 44 عامًا، بعد 13 عامًا من الزواج، أسفر عن إنجاب طفلين، وحملت الدعوى رقم 2458 لسنة 2018 بعدما خافت "ألا تقيم حدود الله في زواجها".

زواج تقليدي بعد فترة تعارف بسيط تم في أجواء عائلية، هكذا تروي الشابة الثلاثينية لـ"هن": "اتعرفنا بشكل تقليدي كان صاحب ابن خالي وشافني في فرحه واتجوزنا على طول بعد كام شهر خطوبة وسافرت معه فترة في السعودية".

كانت حايتنا في بداية علاقتنا شبه طبيعية، لكنه طول الوقت كان عصبيًا جدًا، ويزعق من أقل حاجة و"يبهدلني"، قائلة: "للأسف لم أعيش حياة الحب والرومانسية في حياتي معه أبدا بسبب خلقه الضيق".

عدد من المحاولات لتحسين الأجواء بينهما لكن الفشل كان مصيرها، خاصة بعد إصابته بمرض السكري: "علاقتنا تقليدية جدًا ومفيش فيها أي مشاعر عمره ما قالي كلمة كويسة ولا حسيت معه إني سيدة.. خلفت ولادي وكنت عايشة لكن تعبت، أنا داخلة على الأربعين وحياتي ما فيهاش حاجة حتى علاقتنا الزوجية أصبحت شبه منعدمة خصوصا مع إصابته بالسكر بسبب عصبيته الشديدة ورفضه إنه يتابع مع أي دكتور، ولما طلبت منه إننا نشوف دكتور.. لأول مرة في حياتنا يمد إيده عليّ ويتهمني بالانحلال الأخلاقي".

تطور صادم لعلاقتهما الزوجية واجهته "نهال": "بعد ما ضربني انكسرت كل حاجة بينا وخلاص مبقتش عايزاه حتى الاحترام بينا راح.. ورافض الطلاق فطلبت الخلع.. نفسي ابدأ حياة جديدة".

- زوج أمام محكمة الأسرة: «خونت مراتي علشان زي العسكري في البيت» 

علاقة زواج استمرت نحو 5 أعوام أسفرت عن إنجاب طفلتين، فأقامت «شيرين. م» 33 عامًا، دعوى «طلاق للضرر»، ضد زوجها «محمد. س» 42 عاما رجل أعمال، بعدما تزوج عليها في مسكن الزوجية من سيدة مطلقة تصغره بـ9 أعوام، وأسكنها معهم في نفس الشقة، ما دفعها إلى ترك المنزل وإقامة دعوى طلاق للضرر لضمان حقوقها.

خلافات نشبت بينهما منذ فترة الخطوبة، فيروي الزوج الأربعيني لـ«هن»: «اتعرفنا بشكل تقليدي كانت عندي في المعرض بتشتري عربية مع والدها وأخويا اتعرف عليهم وكان شكلها بنت ناس ومحترمة رشحهالي كعروسة وبالفعل روحنا زورناهم في البيت وشكلها كان طيب واتخطبنا لكن بعد الخطوبة مكانش في تجاوب منها معايا في أي حاجة.. هي دماغها تقليدية جدا كل حاجة عيب وغلط وحرام ولازم أرجع لبابا.. مكنتش مرتاح بس أخويا قالي مينفعش أسيبها عشان دخلنا البيت وعيب وإنها هتتغير بعد الجواز وتطبع بطباعي فاضطريت أكمل».

صدام في اختلاف طريقة التربية والأخلاق، يضيف: «من أول يوم مكانتش رومانسية ولا بتندمج معايا ومكسوفة طول الوقت جد جدا لو هزرت ولا عملت أي حاجة تقلب بوزها عليّ وتتقمص مكنتش حاسس إنها واحدة ست وبتدلع عليّ زي الستات.. بدأت أحاول أتكلم معاها وإنها تتغير فوجئت برد صعب أنا كدا ومش عاجبك أنت حر ومش هتغير عشان حد وكلام ملوش لزوم ومينفعش يتقال لراجل ووقتها زعلت وغضبت عند أهلها لكن استحملت عشان كانت حامل ورجعتها البيت وبدأت أحاول أتعود عشان بناتي».

ظهور قصة حب جديدة في حياة الزوج أشغل مشاعر الحب في قلبه، ليتابع: «أنا مبنكرش إني خونتها واتجوزت عليها لأنها عمرها مكانت ست معايا.. طول الوقت حاسس إنها عسكري مبتحسش.. لحد ما تعرفت على مراتي الجديدة ومشاعري اتحركت غصب عني واتجوزتها في السر.. وبالصدفة هي عرفت بحكاية الجواز عملت مشكلة وطردتني من البيت.. فكرة إني أحس إنها أهانت رجولتي بالكلام مستحملتهوش وجبت لها مراتي التانية في البيت عشان تعلمها ازاي تبقى ست.. أنا راجل مقتدر وحقي اتجوز زي منا عايز وهي بيتها وبناتها مش ناقصهم حاجة.. والبيت كبير ويساع ألف.. أنا معيشها في فيلا متحلمش بيها ولها فيها دور كامل».