تأثرها بانفصال والديها، والحزن الذي سكن قلبها الصغير، دفعا الطفلة نورهان مجدي إلى توجيه كل طاقتها إلى الرسم، فالأوراق البيضاء والألوان كانت ملجأها عندما تضيق بها الحياة ويزداد شوقها إلى والدها.

وبمساعدة والدتها تطورت موهبتها، حتى فازت في مسابقة دولية مخصصة في فن الكاريكاتير عن رسوماتها للعالم أحمد زويل.

حصدت "نورهان"، الطالبة بالصف الخامس الابتدائي بمدرسة ثكنات المعادي الابتدائية، المركز الثالث في المسابقة، لتعود الابتسامة التي غابت عن وجهها، لشعورها بأنها انتصرت على أحزانها.

وبحسب والدتها سهير حسين: "بنتي موهوبة من وهي عندها 6 سنين، اكتشفت موهبتها في مرحلة مبكرة وطوَّرتها من خلال دورات تدريبية وبرامج تعليمية على موقع يوتيوب".

تعبّر "نورهان" بالرسم عما يجيش في صدرها، وحبها لوالدها، ورغبتها الدائمة في أن يعيش معها، ظهر في بعض رسوماتها، حيث رسمت طفلة تحتضن والدها، ورغم محاولات الأم بألا يظهر تأثير غياب والدها عليها، فإنها كانت دائماً تردد لوالدتها: "أنا عايزة بابا ونفسي يعيش معانا".

تقول والدتها: "حسيت بصدمة لما لقيت من ضمن الرسومات اللي بترسمها، لوحة بتتخيل فيها إن أنا وهي راكعين في الأرض ومربوطين في إيد باباها".

قررت الطفلة أن تقدم في مسابقة "كايروكاتير"، التي تقوم على رسم العالم أحمد زويل في شكل الكاريكاتير، وتمكنت من حصد المركز الثالث.