رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

جيران شادية يروون ذكرياتهم معها: "كانت بتقف بالساعات في المطبخ.. وإيجار شقتها 23 جنيه"

كتب: يسرا محمود -

08:26 م | الأربعاء 28 نوفمبر 2018

شادية

عزلة اختيارية عاشتها الفنانة المعتزلة شادية، مستكينة في شقتها الكبيرة بشارع مراد بالجيزة، هاجرة الفن وأضواءه، مكتفية بالتعبد واستقبال الأهل والأصدقاء المقربين، وفاتها في 28 نوفمبر 2017، بعد صراع مع المرض، عن عُمر ناهز الـ86 عامًا، تاركة تاريخ استثنائي من الأعمال الفني، ورصيد محبة لا ينفذ بقلوب الجماهير.

"240 مترا".. مساحة الشقة رقم "86" بالطابق الثامن لفاطمة أحمد كامل شاكر، المعروفة بـ"شادية"، الشاهدة على ذكريات "معبودة الجماهير"، التي يرويها جيرانها لـ"الوطن"، مسترجعين تفاصيل حياتها الإنسانية، عقب اعتزالها الجميع. 

صاحبة العقار السبعينية تذكرت مشهد دخول شادية لأول مرة المنزل مع والدتها، عقب استأجرتها من زيزيت شفيق، عام 1957، لتظل ملاصقة لأمها باستمرار حتى توفيت في عز نجوميته نجلتها المدللة، مؤكدة أن أزواجها الثلاثة عاشوا معها في الشقة نفسها، التي سُجل بها أيضًا مشاهد من فيلم "لا تسألتي من أنا".

الإيجار الشهري للشقة لم يتجاوز الـ23.50 جنيه، تؤكد صاحبة العقار أن شادية ظلت تلتزم بدفع المبلغ في الموعد، رغم انتقالها للعيش مع أخيها في أيامها الأخيرة، واصفة شادية بأنها "في حالها، ومش بتحب المشاكل". 

مواقف كثيرة جمعت فريال عبدالرؤوف عثمان، جارة "دلوعة السينما المصرية" وصاحبة "البقالة" المجاورة لعمارتها، قائلة: "إحنا أصحاب من 50 سنة، وساعات كانت تشتري الأكل بنفسها"، خاصة أن "الطهي" من أبرزها هوايتها، حيث كانت تقف بالساعات في المطبخ، قبل تدهور حالتها الصحية منذ سنوات.  

"العمل الخيري ومساعدة الآخرين".. من السمات البارزة لـ"معبودة الجماهير"، التي خصصت جزءا من مالها، لتقديم دعم مادي ثابت لحراس العمارات المجاورة لسكنها، والطلبة غير القادرين على دفع مصروفاتهم، ليستمر الخير بعد انتقالها لمنزل أخيها بجوار مجلس الدولة منذ أكثر من عامين، من خلال إرسال النقود مع سائقها إليهم في مطلع كل شهر، إلا أن مرضها منعها من تقديم المساعدات في نوفمبر الجاري.

"الشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود"، من أهم الشخصيات المؤثرة في حياة شادية، التي اعتبرتهما مرجعا علميا لها، خاصة الإمام الراحل، الذي ساعدها على اعتزال الفن نهائيا وارتداء الحجاب، وكانت تستشيره في كل أمور الدين، لتعلن الحداد عليه 40 يوما، بارتداء الملابس السوداء عند وفاته، وفقا لرواية عثمان.

"الضحك" رد فعل "معبودة الجماهير" دائما على شائعات وفاتها، لترد على جارتها "فريال" بأن هذه الأكاذيب تدل على "طول عمرها".

المساحة الواسعة للشقة انقسمت نصفين، أحدهما للعاملين بمنزلها، البالغ عددهم الـ4 أشخاص، والآخر خصصته للتعبد واستقبال أقاربها وبعض أصدقائها مثل شمس البارودي وسهير البابلي، واضعة جهاز مراقبة خارج باب شقتها لمعرفة هوية القدام إليها، وسط تحفظها على مقابلة الفنانين والإعلامين، حسب "صديقتها المقربة".  

حياة بسيطة نعمت بها شادية عقب الاعتزال، فتبدأ يومها بصلاة الفجر وتلاوة القرآن، لتنام حتى الظهيرة، مستأنفة عبادتها، وذهابها للدروس الدينية بجامع الحصري، ومسجد الحصري بصحبة ياسمين الخيام، إلا أنها لم تستطع استكمال الحلقات الدينية، لتقدمها في العمر. 

"اتكسرت بعد ماجالها السرطان".. بكلمات معدودة وصف حارس العمارة عماد رشاد، حالة الوهن التي تملكت من الفنانة القديرة عقب استئصال ثديها، موضحًا أن علاقة شادية بجيرانها محدودة للغاية، رغم تواجد مجموعة من الفنانين والشخصيات العامة بنفس العمارة، أبرزهم الفنانة شيرين سيف النصر، والدكتور يوسف مظهر.

الفنانة الكبيرة شادية توفيت 28 نوفمبر، عن عمر ناهز 86 عامًا، بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة في اليوم التالي استجابة لوصيتها.