قالت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن الآباء الأفغان يُجبرون على بيع بناتهن وتزويجهن؛ من أجل سداد ديونهم أو لمجرد توفير ثمن الطعام؛ بسبب الأوضاع البائسة في أفغانستان التي يفاقمها الجفاف المدمر، ففي ولايتي هرات وباجديس في شرق أفغانستان، يقدر صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أنّ 161 طفلًا على الأقل، تراوح أعمارهم بين شهر و16 عامًا، قد تم بيعهم خلال أربعة أشهر فقط.

وخلال حديثها في مؤتمر دولي حول أفغانستان عُقد في جنيف، أوضحت المتحدثة باسم "يونيسيف"، اليسون باركر أن الأطفال الذين شملتهم دراسة إما مخطوبون وإما متزوجون وإما تم بيعهم لأن آباءهم مديونون، وقبل الجفاف، كانت أكثر من 80 بالمئة من الأسر مديونة بالفعل، مشيرة إلى أنهم عجزوا عن سداد ديونهم في موعد الحصاد.

وأوضحت "أليسون" أنه تم تزويج فتيات أعمارهن 11 عامًا وحتى أقل، وأشارت إلى أنّه ينخرط 35% من السكان في هذه الممارسة عبر البلاد، وقد تصل النسبة إلى 80% في بعض الأماكن، وفي ذا السياق اتفق ناشطو المجتمع المدني الأفغاني الذين حضروا الاجتماع في جنيف على وجود زيادة واضحة في بيع الفتيات للزواج.

وقالت ثرية باكزاد التي ترأس جمعية صوت النساء غير الحكومية الأفغانية للصحفيين على هامش المؤتمر: "الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 8 و12 عامًا يتم بيعهن لرجال مسنين؛ لمعالجة القضايا الاقتصادية لعائلاتهن"، وأشارت إلى أن أبًا باع ابنته البالغة من العمر سبع سنوات في إطار صفقة زواج، موضحة أنه أبلغها أنه ليس لديه خيار آخر.

وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنّ أسوأ موجة جفاف تضرب أفغانستان منذ عقود، جعلت الوضع الإنساني البائس أكثر سوءًا.