لم تمنعها مهنة المحاماة من وضع بصمة في حياة الأطفال بجعل الابتسامات ترتسم على شفاههم، لتجوب وسط الطرقات والقرى داخل مدينة دمياط بمحافظة الدقهلية، على متن عربة كارو، تلعب وتغني معهم وسط الحقول والمزارع، لاكتشاف مواهبهم الفنية وتنميتها وتسليط الضوء ودعمهم نفسيًا.

أمضت رنا صلاح يومًا بأكمله منذ الصباح حتى الليل، تجوب وسط أهالي عزبة "الخارج الملغي"، داخل مدينة دمياط بالألوان الجميلة، تصنع من وجوههم أشكالًا رائعة.

رنا صلاح، هي زوجة وأم لثلاث فتيات، وتبلغ من العمر 32 عامًا،  نشأت في مدينة المنصورة، وانتقلت بعد زواجها للعيش بمدينة دمياط، تخرجت من كلية الحقوق، إلى جانب كونها فنانة تشكيلية، ولشغفها الشديد للفنون أسست فريق "أرض المواهب" لتكتشف من خلاله المواهب الفنية المختلفة.

وبعبارات يملؤها الحماس وصفت صانعة البهجة لـ"هُن" قوافل الفرحة التي بادرت بها وسط أبناء وأطفال القرى والكفور، قائلة: "أنا بحب أكون سبب يفرح الناس وبقالي سنين بساهم بالمشاركات المجتمعية والفنية، نزلت ومعايا بلالين للأطفال، لأن ده أكتر حاجة بتفرحهم وبتدخل السعادة على قلوبهم".

لم يمنعها زواجها ومسؤلياتها العديدة عن ممارسة فن الرسم الذي يعتبر من أساسيات حياتها، ودربت الأطفال وخاصةً ذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة بمركز الفنون والإبداع.

وأسست رنا بيتا للفنون لتعليم الأطفال الرسم والخط العربي والتصوير إلى جانب الفنون الأخرى، يحمل اسم "بيت رنا للفنون".

أطلقت رنا أيضًا مبادرة مشروع "طفل سوي"، من خلال هذه المبادرة تقوي سلوكهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع الناس، إلى جانب الكشف عن مواهبهم في الرسم والموسيقى. 

شاركت في معارض فنية عديدة في دار الأوبرا المصرية، ومركز الإبداع بمحافظة الإسكندرية، وقصر ثقافة بورسعيد والمنصورة ودمياط.

كانت ردود الأفعال إيجابية وبها نوعًا من الحماسة، لم تتعرض للمضايقات أو الانتقادات من الناس، قائلة: "أنا لقيت الناس حواليا وعاجبهم الفكرة وبيجوا يتصوروا معايا كمان، لأنهم شايفين دي حاجة مختلفة وممتعة".

واختتمت حديثها لـ"هن"، قائلة إنها تتطلع لإقامة قافلة جديدة لدور الرعاية النفسية والصحية.